صحيفة إسرائيلية: إسرائيل تُدار بحكومة غير عاقلة… وعلى الشعب أن يُسقطها

كتب – محمد السيد راشد
في مقال غير مسبوق يحمل نبرة تحذير وإنذار، دعا الصحفي الإسرائيلي المخضرم “رون بن يشاي” إلى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، واصفًا إياها بأنها “غير عاقلة”، وتدير إسرائيل بطريقة تهدد أمنها القومي وتدفعها نحو الهاوية.
Table of Contents
Toggleانهيار العقل السياسي في زمن الحرب
قال بن يشاي:
“لم أصل طوال حياتي المهنية إلى هذا الاستنتاج، لكني اليوم مقتنع بأن شؤون إسرائيل تُدار من قبل حكومة غير عاقلة.”
وأوضح أن الحكومة تعزز انقلابًا قضائيًا في وقت تخوض فيه البلاد حربًا على سبع جبهات، وتزرع الكراهية والانقسام بين قطاعات الشعب، مما يُضعف دوافع القتال ويدمر ما تبقى من الوحدة الوطنية.
قانون الإعفاء العسكري… وتهديد الجبهة الداخلية
انتقد الصحفي التوجه الحكومي لتمرير قانون يُعفي أكثر من 80 ألف شاب من الخدمة العسكرية، في وقت يفتقر فيه الجيش إلى 10 آلاف جندي. واعتبر أن هذا التوجه يضرب العدالة الاجتماعية ويُضعف الجبهة الداخلية، كما يشجع قطاعات على التهرب من الخدمة مقابل مزايا على حساب دافعي الضرائب.
مدينة إنسانية أم “فكرة خطيرة”؟
وعن مشروع “المدينة الإنسانية” التي تخطط إسرائيل لإنشائها قرب محور “فيلادلفي”، قال بن يشاي:
“ليست معسكر إبادة، لكنها مشروع ضخم لإقامة مخيم لاجئين يتطلب مليارات الدولارات، دون أن يخدم هدفًا عسكريًا واضحًا.”
وأشار إلى أن هذه المدينة ستتحول إلى ساحة حرب أهلية داخلية بين عناصر حماس والعشائر المعارضة لها، كما أن خطط تصفية العناصر الإرهابية داخلها ثبت فشلها سابقًا في مناطق مثل “المواصي”.
نتنياهو.. من الدفاع إلى الهوس بالمواجهة
أكد الصحفي أن بنيامين نتنياهو يصرّ على مواجهة الإسلام الراديكالي بكل الوسائل، لكنه يغفل أن معادلة “التكلفة مقابل النصر” لم تعد مجدية. وأضاف:
“لقد انتصرنا في أغلب الجبهات، باستثناء اليمن ربما، لكن هذا النصر قد يتحوّل إلى هزيمة إذا استمرت هذه الحكومة.”
خارطة طريق للمرحلة القادمة: السياسة أولاً
شدد بن يشاي على أن الحل في غزة يجب أن يكون سياسيًا، وليس عسكريًا فقط، مطالبًا بما يلي:
-
إعادة جميع المختطفين أولًا، لأن بقاءهم يمنع الجيش من إكمال المهمة.
-
تشكيل حكومة مدنية جديدة في غزة بمشاركة السلطة الفلسطينية، الولايات المتحدة، ودول الإقليم.
-
تثبيت مبدأين في أي مفاوضات: أن تكون إسرائيل مسؤولة عن أمنها، وأن تتمكن من تنفيذ دفاع متقدم داخل القطاع.
التحذير الأخير: إضراب عام أو الانهيار
أنهى الصحفي مقاله بتحذير شديد اللهجة، قائلًا:
“إذا لم تتحرك هذه الحكومة نحو العقل والمنطق خلال أسابيع، فليس أمامنا خيار سوى الإضراب العام المفتوح والنزول إلى الشوارع.”
وأضاف:
“هكذا فقط يمكننا إيقاف هذه الحكومة قبل أن تدمر ما تبقى من أمننا ونسيجنا الاجتماعي.”