السودان: تحذير أممي من هجوم وشيك على الأبيض وأبشع مآسي النزوح في صحراء دارفور

كتبت: د. هيام الإبس
أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها إزاء تقارير متزايدة تفيد بقيام قوات الدعم السريع بحشد قواتها تمهيدًا لشن هجوم واسع على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، وجود “تقارير مقلقة” عن حشود ضخمة وتحركات عسكرية نشطة خلال الأسبوعين الماضيين، تضمنت نقل آلاف المقاتلين من إقليم دارفور إلى محيط الأبيض.
ووفقًا لموقع سودان تريبيون، فإن الهجوم المحتمل يأتي في إطار حملة تصعيدية تشنها قوات الدعم السريع لتوسيع نطاق سيطرتها في وسط وغرب البلاد، ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة في المنطقة.
Table of Contents
Toggleالخارجية السودانية ترفض عقوبات الاتحاد الأوروبي
في سياق متصل، ردّت وزارة الخارجية السودانية على قرار مجلس الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على بعض الشخصيات السودانية، معتبرة القرار “غير عادل ومبني على معلومات مضللة”.
وأكدت الوزارة أن مساواة القوات المسلحة السودانية مع ما أسمته “ميليشيات متمردة” تُعدّ إساءة صريحة للقانون الدولي، داعية الاتحاد الأوروبي إلى دعم المؤسسات الشرعية القائمة بدلًا من اتخاذ قرارات تؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي والأمني.
وشددت الخارجية على أن الجيش السوداني يضطلع بمسؤولياته الوطنية في حماية المدنيين ومواجهة التهديدات الأمنية، ويمتثل للالتزامات الدولية والقانون الإنساني.
“درع السودان” تندد بالعقوبات على قائدها
أعلنت قوات درع السودان رفضها القاطع للعقوبات الأوروبية المفروضة على قائدها اللواء أبو عاقلة كيكل، ووصفتها بـ”الظالمة والمبنية على تقارير إعلامية منحازة”، متهمة الاتحاد الأوروبي بالتغاضي المتعمد عن جرائم الدعم السريع.
وأكد البيان أن العمليات التي تقوم بها “درع السودان” تستند إلى الدستور الانتقالي لعام 2019 ومبادئ الشرعية الدولية، وأن العقوبات فُرضت دون منح القائد حق الدفاع، ما يُعدّ انتهاكًا للمادة (6) من لائحة العقوبات الأوروبية.
خطة بديلة لفك الحصار عن الفاشر
كشف مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، عن تفاصيل خطة بديلة لكسر الحصار المضروب على مدينة الفاشر، خلال لقائه مع وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان.
أوضح مناوي أن سكان الفاشر يتعرضون لانتهاكات جسيمة، وسط فشل المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية هناك، مشيرًا إلى ضعف التغطية الإعلامية لما يجري في نيالا مقارنة بالفاشر.
وأكد أن الجيش السوداني والقوات المشتركة مستمران في جهودهما لفك الحصار، داعيًا إلى تدخل عاجل لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية خاصة الغذاء والدواء.
مأساة النزوح في صحراء دارفور.. 13 طفلًا ضحية التيه والعطش
في مشهد إنساني مروّع، أعلنت مفوضية العون الإنساني عن وقوع كارثة جديدة في ملف النزوح، بعد أن ضلّت مجموعة من النازحين طريقها خلال محاولة الفرار سيرًا على الأقدام من مدينة الطينة إلى الدبة.
وأكدت المفوضية وفاة 17 نازحًا بينهم 13 طفلًا، بسبب الجوع والعطش بعد أن تاهوا في صحراء قاحلة دون ماء أو طعام، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن مفقودين آخرين في مناطق نائية.
ووصفت المفوضية الحادثة بأنها واحدة من أبشع مآسي النزوح الداخلي في السودان، داعية المنظمات الإنسانية الدولية والهلال الأحمر السوداني إلى التدخل العاجل لإنقاذ العالقين وتوفير ممرات إنسانية آمنة.
نداء استغاثة دولي
وجّهت مفوضية العون الإنساني نداءً عاجلًا إلى المنظمات الدولية وهيئات الإغاثة، محذّرة من تكرار الكارثة في ظل غياب ممرات آمنة وندرة المياه والغذاء في مناطق النزوح.
وطالبت المفوضية بتكثيف جهود الإنقاذ والبحث، وتوفير وسائل دعم مباشر للنازحين، مشددة على أن الصغار هم الأكثر عرضة للهلاك في هذه الظروف القاسية.