تطاردهم جرائم الحرب .. رعب بين جنود الاحتلال الإسرائيلي من حاملي الجنسية الكندية

الشرطة الكندية تحقيقًا في جرائم حرب محتملة في غزة
كتب – محمد السيد راشد
كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن حالة من القلق والخوف تسود بين الجنود الإسرائيليين حاملي الجنسية الكندية، بعد أن أعلنت الشرطة الكندية فتح تحقيق رسمي في جرائم محتملة ارتكبت خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وعبّر بعض الجنود عن خشيتهم من السفر إلى كندا خوفًا من الاعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب.
مخاوف من الاعتقال
في تقريرها الذي نُشر أمس الأحد، أشارت الصحيفة إلى أن الشرطة الفيدرالية الكندية بدأت منذ يونيو الماضي تحقيقًا في “النزاع المسلح بين إسرائيل وحركة حماس”، ما قد يشير إلى ملاحقة مرتكبي جرائم دولية مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
ونقلت الصحيفة عن جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الكندية قوله:
“نحن قلقون للغاية، ولا نعلم إن كان من الآمن العودة إلى كندا، أم سيتم اعتقالنا فور الوصول”.
تحقيق غير مسبوق
وأكدت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تفتح فيها الشرطة الكندية تحقيقًا بشأن جرائم محتملة ارتكبتها إسرائيل، رغم أن كندا سبق أن أجرت تحقيقات مشابهة بحق مواطنين كنديين ارتكبوا جرائم في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.
في المقابل، أوضحت الشرطة الكندية في بيان رسمي أن التحقيق بدأ منذ مطلع عام 2024، وهو تحقيق “هيكلي واستقصائي واسع النطاق”، يستند إلى معلومات استخبارية ويهدف إلى جمع الأدلة وفق قانون “الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب” الكندي.
كما شددت الشرطة على أن التحقيق ليس جنائيًا في مرحلته الحالية ولا يستهدف فئة محددة، بل يسعى إلى جمع الأدلة بشكل قانوني يمكن أن يُبنى عليه تحقيق موسع في حال توافر الشروط القضائية.
بوابة إلكترونية للشهادات
وفي خطوة تهدف لتعزيز الشفافية، أعلنت الشرطة الكندية عن عزمها إطلاق بوابة إلكترونية بعدة لغات، من بينها العربية والعبرية، لتسهيل تقديم الشهادات والمعلومات من الشهود المحتملين بشكل آمن ومنظم.
شكاوى قانونية دولية
وفي سياق متصل، رُفعت خلال الأشهر الماضية عشرات الشكاوى القانونية في دول أوروبية وأميركية لاتينية، ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم حرب في قطاع غزة، من بينها شكاوى قدمتها مؤسسة “هند رجب”.
كما أطلق المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، في مارس الماضي، مبادرة “غلوبال 195” لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.
ويذكر أن العديد من جنود الاحتلال اعترفوا علنًا، في مقابلات صحفية، بارتكاب جرائم حرب، بل نشروا مقاطع مصورة توثق تلك الجرائم على مواقع التواصل الاجتماعي.
مذكرات اعتقال دولية
وفي تطور بالغ الأهمية، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بتاريخ 21 نوفمبر 2024 مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.