تحذير أممي من كارثة إنسانية متفاقمة في السودان ودعوة عاجلة لرفع القيود على المساعدات

مقتل 27 مدنياً وإصابة 43 في هجوم لقوات الدعم السريع على قرية غرب كردفان
كتبت: د. هيام الإبس
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، في ظل تصاعد الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، واستمرار القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية، خصوصًا في ولايات كردفان ودارفور.
كادوقلي معزولة عن المساعدات والجوع يزداد
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، إن اشتباكات عنيفة اندلعت يوم الثلاثاء في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، مشيرًا إلى أن مسلحين حاولوا الاستيلاء على المواد الغذائية من الأسواق، ما أدى إلى تفاقم الأزمة في منطقة تعاني أصلًا من العزلة.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن كادوقلي أصبحت معزولة تمامًا بعد إغلاق آخر طريق إمداد قادم من شمال كردفان، محذرًا من أن أزمة الجوع تتسارع يومًا بعد يوم.
فيضانات تُعيق الإغاثة في غرب دارفور
وفي دارفور، أشار دوجاريك إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات أعاقت حركة المساعدات الإنسانية، خصوصًا على الطرق المؤدية إلى مدن الجنينة ومورني وزالنجي، مما يهدد الإمدادات الغذائية والطبية لعشرات الآلاف من النازحين.
كما حذّر من امتداد الأثر إلى ولايتي وسط وجنوب دارفور في حال استمرار هطول الأمطار خلال الأسابيع المقبلة.
مطابخ مجتمعية مهددة بالإغلاق في شمال دارفور
وفي مدينة طويلة بولاية شمال دارفور، أنشأت مجتمعات النازحين والأسر المضيفة مطابخ مجتمعية لإطعام آلاف الفارين من العنف في الفاشر. لكن هذه المبادرات تواجه خطر الإغلاق بسبب نقص التمويل، وفق ما أفاد دوجاريك، مضيفًا أن خطة الأمم المتحدة لدعم المنطقة تتطلب 120 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة القادمة لتغطية الاحتياجات العاجلة.
البيروقراطية تُعطّل الإغاثة الإنسانية
وحمّل المتحدث الأممي السلطات المحلية المسؤولية عن إعاقة عمليات الإغاثة بسبب حواجز التفتيش والضرائب والموافقات البيروقراطية، داعيًا إلى رفع هذه القيود فورًا، وزيادة الدعم الدولي، وضمان حماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة.
هجوم دموي في غرب كردفان: 27 قتيلاً وعشرات الجرحى
في تطور خطير، أعلنت شبكة أطباء السودان (متطوعون) عن مقتل 27 مدنيًا وإصابة 43 آخرين بجروح خطيرة في هجوم شنّته قوات الدعم السريع على قرية بريمة رشيد شمال مدينة النهود في ولاية غرب كردفان.
وقالت الشبكة في بيان صحفي إن “الهجوم كان دمويًا واستهدف المدنيين داخل منازلهم، وشمل نساءً وأطفالًا وشيوخًا”، واصفة المشهد بأنه “من أبشع الانتهاكات ضد الإنسانية”.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بـ”التحرك العاجل لوقف الجرائم ضد المدنيين، وفتح ممرات إنسانية لإنقاذ المهجّرين قسريًا”.
روايات الشهود: إطلاق نار عشوائي وسوقٌ تحت النيران
وأفاد شهود عيان بأن الهجوم وقع عصر الأربعاء، عندما توغلت قوة مسلحة من الدعم السريع عبر سيارات قتالية إلى داخل القرية، وأطلقت النار بشكل عشوائي على المنازل وسوق صغير بالمنطقة، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من السكان، وجرح العشرات الذين تم نقلهم إلى مراكز صحية قريبة، وسط نقص حاد في الخدمات الطبية.
ولم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي على الحادث حتى لحظة نشر الخبر.
تصاعد النزاع في كردفان واستمرار الحرب منذ أبريل 2023
تستمر المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، والتي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين داخليًا وخارجيًا.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم مدن غرب كردفان، وتفرض حصارًا خانقًا على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وسط تصاعد المخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية مع دخول النزاع شهره السابع عشر دون أي بوادر للحل.