شئون عربيةفلسطينلبنان

‏جورج عبد الله .. 40 سنة في سجون فرنسا لأجل فلسطين

 

اليوم.. تُرحّل فرنسا المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله إلى بيروت بعد 40 عامًا من الاعتقال.

لم يكن هذا القرار سهلًا.. فالرجل الذي حيّر القضاء الفرنسي، وأقلق “إسرائيل” وأميركا لعقود، لم يُهزم يومًا خلف القضبان..

‏من القبيات إلى ساحات النضال:

 

وُلد جورج في 2 أبريل 1951 في قرية القبيات، شمال لبنان، لعائلة مسيحية مارونية، والده كان يعمل في الجيش اللبناني.

منذ سن الـ15، كان شغوفًا بالسياسة، قبل أن يتخرج معلمًا من دار المعلمين في الأشرفية عام 1970، ويبدأ التدريس في مدارس عكار.

هناك بدأ وعيه يتشكل مع معاناة الناس وفقرهم.. ليجد بوصلته الحقيقية لاحقًا: فلسطين.

‏من القومية إلى العداء العلني لـ “إسرائيل”:

 

في السبعينيات، انخرط في الحركة الوطنية اللبنانية، وبدأت أفكاره الثورية تتبلور.

وفي أوائل الثمانينيات، انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قبل أن يؤسس عام 1980 مع رفاقه “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”، وهي مجموعة ماركسية مناهضة للإمبريالية.

‏نُسب إلى هذه الفصائل 5 هجمات في أوروبا دعماً لفلسطين بين 1981 و1982، أبرزها مقتل:

تشارلز راي نائب الملحق العسكري الأميركي بفرنسا.

 

يعقوب بارسيمانتوف المستشار في السفارة الإسرائيلية بباريس.

‏الاعتقال والخذلان الفرنسي:

 

في 24 أكتوبر 1984، اعتقلته الشرطة الفرنسية في مدينة ليون، بتهمة حيازة جواز جزائري مزور. حكم عليه بالسجن 4 سنوات قضاها في سجن لانميزان.

وبعدما طالبت مجموعته بإطلاق سراحه وخطفت الدبلوماسي الفرنسي سيدني جيل بيرول، وافقت باريس عن صفقة تبادل أسرى تشمل جورج ولكنها تراجعت بعد ادعاء العثور على أسلحة في شقته!

‏وفي مارس 1987، حكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن المؤبد، متهمة إياه بـ”التواطؤ في أعمال إرهابية”.

 

أنصاره قالوا إنها محاكمة سياسية بضغط أميركي إسرائيلي مباشر ..

وأثناء محاكمته، قال جورج عبارته الشهيرة:”أنا مقاتل ولست مجرماً.. المسار الذي سلكته فرضته عليّ الجرائم ضد فلسطين”.

‏محاولات الإفراج المجهضة:

 

1999: استوفى شروط الإفراج المشروط، لكن فرنسا رفضت بحجة أنه “رمز مقاوم ضد الصهيونية”.

 

2012: رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طالب بالإفراج عنه واصفاً إياه بـ “السجين السياسي”.

 

2013: القضاء وافق مبدئيًا بشرط ترحيله للبنان، لكن وزارة الداخلية الفرنسية رفضت توقيع القرار.

 

2018: الرئيس ميشال عون تدخل شخصيًا، دون جدوى.

 

2020: مراسلات جديدة من جورج لوزير الداخلية لعبت فرنسا بها دور الصامت.

 

طوال تلك السنوات، لم تتوقف المظاهرات أمام السفارة الفرنسية في بيروت مطالبة بحريته!

‏اللحظة التاريخية:

 

في 17 يوليو2025، أصدرت محكمة فرنسية قرار الإفراج عنه، وتقرر ترحيله في 25 يوليو/تموز بموجب حكم صادر عن محكمة الاستئناف في جلسة مغلقة عقدت في قصر العدل في باريس بغياب عبد الله..

‏أسطورة نضالية باقية:

 

بعد 40 عامًا من الأسر، يعود جورج إلى بيروت حرًا، لا كأسير محرّر، بل كرمز حيّ يقول لكل الشعوب:

من يقاتل من أجل الحق لا يُهزم.. ولو عاش عمره كله وراء الأسوار.. والإيمان بالقضية أقوى من الزنازين!

مختارة من حساب “ديما حلواني” على منصة x

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى