منسيّو التنسيق”.. طلاب الدبلومات بين الإجهاد والإهمال المجتمعي

اعدت التقرير / عزة السيد نائبة رئيس التحرير
منسيّو التنسيق”.. طلاب الدبلومات بين الإجهاد والإهمال المجتمعي
رغم الجهد الشاق الذي يبذله طلاب التعليم الفني والدبلومات الفنية في سنوات دراستهم، إلا أن التنسيق الجامعي يُعاملهم باعتبارهم “الدرجة الثانية” بعد الثانوية العامة. يغيب الاهتمام الإعلامي والمجتمعي عن قضيتهم، وتتوارى مطالبهم في زحام التغطيات المتكررة لنتائج وتنسيق الثانوية العامة.
“طلع عينهم”.. جهد لا يقدّره أحد
“إحنا تعبنا، والناس مش شايفين” – بهذه العبارة لخصت الطالبة “آية حسن”، خريجة دبلوم الصنايع، معاناة آلاف الطلاب الذين درسوا أكثر من 12 مادة دراسية، بينها مواد تخصص تحتاج إلى فهم، وتدريب عملي، ومشروعات تخرج تستهلك وقتًا وجهدًا ومالًا.
بينما يواجه طالب الثانوية العامة بضع مواد نظرية، يتحمل طالب الدبلوم أضعاف هذا العبء، في صمت.
إهمال إعلامي ومجتمعي:
رغم أن طلاب التعليم الفني يشكّلون نسبة كبيرة من خريجي المدارس سنويًا، إلا أن التغطية الإعلامية لتنسيقهم شبه معدومة، وكأن لا مستقبل يُبنى على أكتافهم، رغم أن المجتمع في أمسّ الحاجة إليهم.
يقول الطالب “محمود إبراهيم”، خريج دبلوم الزراعة:
“احنا بنتعامل كأننا فئة أقل، مع إننا اللي هنزرع ونصنّع ونشتغل في الورش والمصانع.. ولما نيجي نقدم على كلية أو معهد، نلاقي نفسنا بنترمي في الباقي.”
تنسيق “البواقي”.. صدمة ما بعد النتيجة
مع ظهور نتائج الدبلومات الفنية، لا يتبعها إلا صمتٌ رسمي وتجاهل إعلامي، قبل أن يُفتح تنسيقهم في هدوء غير معلن، لتُخصص لهم أماكن قليلة في الكليات العملية أو النظرية، بينما تتكدس الغالبية في معاهد متوسطة أو خاصة لا تُراعي ظروفهم المادية.
والنتيجة؟
غالبية طلاب الدبلومات لا يحصلون على تعليم جامعي حقيقي، رغم أن منهم من تفوق بمعدلات تقارب الـ90%.
أين العدالة في التنسيق؟
يسأل كثيرون: لماذا لا تُفتح أبواب كليات الهندسة والزراعة والتربية النوعية والتجارة بشكل أوسع أمام المتفوقين من الدبلومات؟ ولماذا لا يُخصص لهم نفس الاهتمام في الإعلام والمجتمع كما هو الحال مع الثانوية العامة؟
د. محمود كمال، خبير تربوي، يؤكد:
“التعليم الفني هو العمود الفقري لأي نهضة صناعية أو إنتاجية.. لكن للأسف ما زلنا نتعامل معه على أنه تعليم من الدرجة الثانية.. وهذا يُعد إهدارًا لثروة بشرية هائلة.”
دعوة للإنصاف.. لا للإقصاء
من الضروري إعادة النظر في طريقة التعامل مع خريجي الدبلومات.
إعلاميًا: يجب تسليط الضوء على معاناتهم وإنجازاتهم.
حكوميًا: لا بد من توسيع فرص التعليم الجامعي أمامهم.
مجتمعيًا: يجب إنهاء النظرة الدونية لهذا النوع من التعليم.
فهم ليسوا بقايا الثانوية العامة، بل بناة المستقبل الذين نحتاجهم في كل مصنع، وكل مزرعة، وكل مشروع قومي.