ارتفاع عدد شهداء المجاعة في غزة إلى 169 بينهم 93 طفلاً

صدمة في إسرائيل بعد مشاهد الأسرى الجوعى
كتب / محمد السيد راشد
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد شهداء المجاعة في قطاع غزة إلى 169 شهيداً بينهم 93 طفلاً، في ظل استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال الإمدادات الغذائية والطبية، داعية المجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة إلى التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ السكان.
مشاهد صادمة
ونشر المركز الفلسطيني للإعلام مقطعًا مصورًا أظهر أحد الأسرى الإسرائيليين وهو يشرب الماء، في مقابل صورة مؤلمة لطفل فلسطيني يعاني المجاعة بسبب منع إدخال حليب الأطفال للقطاع، في مشهد يعكس بوضوح حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة المحاصرون.
وتضمن المقطع تصريحات أرشيفية لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي قال: “ما يجب إرساله إلى غزة هو القنابل”، إضافة إلى تصريح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن تقليص المساعدات، لينتهي المقطع بعبارة: “يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب”، في رسالة تؤكد أن تجويع غزة ينعكس بالضرورة على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فيها.
دعوات لاتمام صفقة تبادل
وأكد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، في تصريحات سابقة، أن الأسرى الإسرائيليين لن يخرجوا إلا في إطار صفقة تبادل شاملة، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية حتى الآن مفضلة التصعيد العسكري، رغم الضغوط المتزايدة من عائلات الأسرى.
وأثار المقطع المصور الذي بثته القسام صدمة في الأوساط الإسرائيلية، حيث عبّر أسرى سابقون وعائلات الأسرى وسياسيون عن قلقهم، مطالبين حكومة نتنياهو بالإسراع في إتمام صفقة تبادل جديدة.
صدمة داخل إسرائيل وتصريحات غاضبة
ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية المقطع بـ”الصادم”، لافتة إلى أنه سيترك تداعيات خطيرة على مواقف الحكومة، فيما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد: “على جميع أعضاء الحكومة مشاهدة فيديو الأسير (أفيتار) ومحاولة النوم بعد رؤية محاولته البقاء حيًا”.
وأضاف المراسل العسكري لإذاعة الجيش دورون كادوش: “بعد مشاهدة الفيديوهات نفهم ما يعنيه التجويع الحقيقي، لكن بث مثل هذه المقاطع في الإعلام الإسرائيلي يفتقر للأخلاق”.
وطالب تجمع عائلات الأسرى والمفقودين الحكومة الإسرائيلية باتخاذ قرارات جريئة لإنقاذ أبنائهم قبل فوات الأوان.
رسائل حماس والواقع الميداني
وفي تحليله للمشهد، قال الباحث السياسي سعيد زياد في لقاء عبر قناة الجزيرة، إن المشهد الذي أظهر أسيرًا إسرائيليًا في حالة إعياء شديد كان متوقعًا في ظل الأوضاع الكارثية في غزة، موضحًا أن “من الطبيعي أن يسقط الناس جوعًا في غزة، فكيف بأسير غائب عن الحياة ولا تصل إليه الإمدادات؟”.
وأكد زياد أن استمرار الحصار لا يجوع فقط الفلسطينيين، بل أيضًا الأسرى الإسرائيليين، وأنه كان على حكومة الاحتلال وعائلات الأسرى إدراك أن ما يعانيه سكان غزة سينعكس على أبنائهم المحتجزين.
أرقام تكشف حجم المأساة
وأشار زياد إلى ما أعلنته “مؤسسة غزة الإنسانية” خلال زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بأنها وزعت 100 مليون وجبة منذ بدء عملها، موضحًا أن هذا الرقم لا يغطي احتياجات سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني إنسان إلا لمدة 15 يومًا، ما يعني بقاء السكان أكثر من 75 يومًا دون غذاء كافٍ، بحسب اعتراف المؤسسة نفسها.
وشدد زياد على أن تجويع غزة يقود إلى تجويع الأسرى الإسرائيليين، محذرًا من احتمالات موت الأسرى بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية في ظل استمرار الحصار.