السودان

البرهان يؤكد على فك حصار الفاشر وكادقلي وبابنوسة والدلنج

ثلاثة أسباب وراء قرار الإمارات وقف الطيران مع بورتسودان

كتبت / د.هيام الإبس أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان، عزم الجيش السوداني والقوات الداعمة له على فك حصار الفاشر وكادقلي وبابنوسة والدلنج. وأضاف البرهان خلال تفقده مقر وزارة الداخلية ومخاطبته اللقاء الإعلامي التنويرى الذي نظمته وكالة السودان للأنباء ، أن الجهود متواصلة على مدار الساعة في سبيل تحقيق هذه الغاية وستكلل بالنجاح قريباً بإذن الله تعالى، وسينعم مواطنينا بالأمن والاستقرار والتنمية.

وأكد البرهان أن المعركة ستظل مستمرة حتي يتم تطهير كامل البلاد من دنس المتمردين والمرتزقة، مشيراً إلى أن الخرطوم مدينة لها تاريخ مضئ وتستحق مابذل في سبيل تطهيرها من المتمردين من دماء غالية وتضحيات كبيرة بذلتها كل مكونات حرب الكرامة الوطنية.

وقال البرهان إن مواطني بلادنا الذين قدموا أبناءهم فداءاً للوطن في هذه الحرب جديرون ببذل الجهود وإسناد عمليات إعادة تأهيل العاصمة القومية، مشدداً على أن جهود إعادة الإعمار ستتواصل.

وحيا رئيس مجلس السيادة القائد العام منسوبي الشرطة السودانية ، مبيناً أنها شريك أساسي في بناء الدولة السودانية وتأمين مواطنيها، وأكد مضي الدولة في حفظ الأمن وتقديم الخدمات للمواطنين لتسهيل عودتهم إلى منازلهم.

وجدد البرهان، عزم الحكومة «إخلاء الخرطوم من المظاهر المسلحة وضبط حمل السلاح ومنع تحرك العربات بدون لوحات»، مؤكداً تقديم العون للجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين للخرطوم وحكومة الولاية. فى سياق متصل، دعا وزير الداخلية فريق شرطة بابكر سمرة، السودانيين إلى العودة إلى أرض الوطن، مشيراً إلى أن عودتهم تمثل دعماً حقيقياً لجهود الاستقرار وبسط الأمن في البلاد.

وفى كلمته خلال المؤتمر ذاته، استعرض الوزير جهود وزارة الداخلية في بسط الأمن واستئناف تقديم الخدمات للمواطنين بولاية الخرطوم.

وأكد “سمرة” أن وزارة الداخلية تمضي بخطى ثابتة لإعادة انتشار قوات الشرطة في كافة محليات ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى ولايتي الجزيرة وسنار، مما أسهم في إعادة الاستقرار وفتح جميع أقسام الشرطة، مشيراً إلى أن العاصمة الآن تنعم بالاستقرار الأمني.

وفيما يتعلق بالوجود الأجنبي غير القانوني، شدد الوزير على أن أي أجنبي لا يحمل مستندات ثبوتية ستتخذ ضده الإجراءات القانونية فوراً، مضيفاً أن وزارة الداخلية تولي هذا الملف اهتمامًا خاصًا.

ودعا وزير الداخلية، السودانيين إلى العودة إلى منازلهم ومباشرة حياتهم الطبيعية، مؤكداً أن مؤسسات الدولة، بما فيها الشرطة، عادت للعمل وستوفر جميع الخدمات الأمنية والشرطية للمواطنين.

القرار الفوري وتداعياته المباشرة في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت سلطة الطيران المدني الإماراتية يوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 قرارها بإيقاف جميع الرحلات الجوية من وإلى السودان بشكل مفاجئ، وذلك بعد يوم واحد من إصدار وزارة الخارجية الإماراتية بياناً وصفت فيه “سلطة بورتسودان” بأنها غير شرعية.

أدى القرار إلى إلغاء رحلات عشرات المسافرين صباح الأربعاء وتعذر سفرهم عبر الشركات السودانية، حيث تأثرت شركتا بدر وتاركو السودانيتان اللتان تسيران رحلات شبه يومية إلى مطارات أبوظبي والشارقة ودبي.

حظر مفاجئ وارتباك في بورتسودان أكدت مصادر، أن القرار أدى إلى حالة من الارتباك في مطار بورتسودان الدولي، خاصة بعد إنهاء مسافري إحدى رحلات شركة “تاركو” إجراءات الخروج، دون إمكانية إتمام الرحلة. وأشار العاملون إلى أن سلطات الطيران المدني السودانية لم تتلقَّ بعد أي توضيحات رسمية من الجانب الإماراتي، كما لم تصدر توجيهات للشركات المحلية بشأن كيفية التعامل مع القرار أو تبعاته.

توتر سياسي يُلقي بظلاله ويأتى هذا التطور في ظل توتر متصاعد بين الخرطوم وأبو ظبي، بعد اتهامات متكررة من قبل الجيش السوداني للإمارات بتقديم دعم لوجستي وعسكري لقوات الدعم السريع، التي تخوض حرباً ضد القوات المسلحة منذ منتصف أبريل 2023.

خلفية الصراع الدبلوماسي قطع العلاقات الدبلوماسية تعود جذور هذه الأزمة إلى 6 مايو 2025، عندما أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات ووصفها بـ“دولة عدوان”، متهماً إياها بدعم قوات الدعم السريع بأسلحة استراتيجية متطورة.

جاء هذا القرار بعد يوم واحد من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى التي رفعها السودان ضد الإمارات بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية في دارفور، حيث قضت المحكمة بعدم اختصاصها في القضية بسبب التحفظ الإماراتي على المادة التاسعة من اتفاقية منع الإبادة الجماعية. البيان الإماراتي الحاسم في 5 أغسطس 2025، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً قاطعاً جاء فيه: رفض الاعتراف بـ”سلطة بورتسودان” باعتبارها لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان اعتبار الاتهامات السودانية “مزاعم باطلة” و”مناورات هزيلة” للتهرب من مسؤولية إطالة الحرب التأكيد على أن محكمة العدل الدولية برأت الإمارات من جميع الاتهامات ما وراء القرار ..

الأسباب الحقيقية التوقيت الاستراتيجي يكشف توقيت القرار عن استراتيجية إماراتية محسوبة تهدف إلى: إرسال رسالة سياسية واضحة لحكومة البرهان بعدم شرعيتها الضغط الاقتصادي على السودان من خلال قطع شريان حيوي للطيران المدني إجبار السودان على إعادة النظر في موقفه من الحرب الدائرة العوامل الاقتصادية والسياسية التأثير على التجارة الإمارات تمثل الشريك التجاري الأول للسودان في الصادرات والثاني في الواردات

حيث تستحوذ على: الوجهة الأولى لصادرات الذهب السوداني مركز إعادة تصدير للسلع الاستراتيجية والمواد البترولية محور التحويلات المالية للعمالة السودانية في الخليج المخاوف الأمنية تبرر الإمارات قرارها بـ“عدم وجود قدرة تشغيلية”، فيما تشير مصادر في مطار بورتسودان إلى أن هذه المبررات غير منطقية مع وجود بدائل تشغيلية في مطارات الإمارات المختلفة.

إنطلاق المرحلة الأولى من برنامج العودة الطوعية للسودانيين بالمملكة من جهة أخرى ، وفي إطار الترتيبات الجارية لتسهيل عودة السودانيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية، استضاف السفير الدكتور كمال علي عثمان طه، القنصل العام لجمهورية السودان بمدينة جدة، مساء أمس، الاجتماع التحضيري الأول لإطلاق برنامج العودة الطوعية، بحضور عدد من المسؤولين والممثلين عن الشركات الوطنية المعنية بالنقل والدعم اللوجستي.

وشارك في الاجتماع كل من المستشار حسين الصادق، والدكتور أبوبكر محمد النور، رئيس اللجنة العليا للعودة الطوعية، إلى جانب ممثلين عن شركات النقل الجوي والبحري والبري العاملة في المنطقة الغربية، والذين أبدوا استعدادهم الكامل لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة العودة، وسط تنسيق مشترك مع الجهات الرسمية السودانية. وأكد ممثلو سودانير، تاركو للطيران، وبدر للطيران التزامهم بتوفير رحلات جوية منظمة لنقل السودانيين الراغبين في العودة، وفق جدول زمني مدروس، يغطي أكبر عدد ممكن من العائدين خلال المرحلة الأولى.

وفى السياق ذاته، أعلنت شركات نماء البحرية، ووكالة بسام عفاشة، وواسه للنقل البحري، وتاركو البحرية دعمها الكامل للبرنامج، بتوفير وسائل النقل البحري، بما يشمل السفن والمرافئ والخدمات اللوجستية، لضمان تفويج آمن ومنظم للمواطنين.

من جانبه، أوضح الدكتور أبوبكر محمد النور أن خطة العودة تتضمن مسارات جوية وبحرية وبرية، ويجري تنسيق الجهود مع القطاع الخاص ورجال الأعمال والمبادرات الخيرية، لتقديم الدعم المالي واللوجستي اللازم، وتسهيل انتقال العائدين إلى ولاياتهم في  السودان. وفى ختام الاجتماع، أعلن السفير كمال علي عثمان طه عن انطلاق البرنامج رسمياً الجمعة الموافق 15 أغسطس 2025، مثنياً على الجهود الوطنية المشتركة، ومؤكداً أن “التعاون المثمر من الشركات، لا سيما النواقل البحرية، يمثل شريانًا وطنياً ساهم في الحفاظ على التواصل والعبور الآمن خلال ظروف الحرب القاسية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى