أراء وقراءاتفلسطين

إسرائيل الكبرى.. و(المفاجأة) الكبرى

بقلم /  الدكتور عبد العزيز كامل

لم تصدمني أو تفاجئني تصريحات أبي لهب اليهودي ( نتنياهو ) في مقابلته له مع قناة “i24” العبرية مؤخرًا ، عندما قال: ” أنا في مهمة تاريخية وروحية، مرتبطة برؤية إسرائيل الكبرى”..!

فزعيم الأنتان الذي عبر عن قناعته دون لفٍ أو دوران.. لم يأت بجديد عما يعرفه أي مهتم له أدنى إلمام بأهداف اليهود المعلنة؛ وفي مقدمتها السعي لاستكمال الهيمنة.. على أراضي ما أسموه ( إسرائيل الكبرى) منذ قام كيان العدوان..

●.. ولكن الصادم والمفاجيء حقًا.. أن نرى العرب والمسلمين يتعاملون مع تصريحات ” النتن ” عن (إسرائيل الكبرى).. وكأن قضيتها لم تكن هي موضوع الصراع منذ بدأ، حيث رفض اليهود أن تُرَّسَم لدولتهم حدود حتى تستكمل مكوناتها التوراتية، وبحسب عقائدهم التلمودية..

●.. وكأن ساسة اليوم أيضا لم يعلموا.. أن توسع شياطين صهيون في استيطان أوطان الآخرين.. لم يكن مقصودا غيره في كل حروبهم التي احتلوا من خلالها معظم أرض فلسطين، وأجزاء من أرض سوريا والأردن ولبنان ، ومن قبل احتلوا شبه جزيرة سيناء كاملة، ثم ردوها منزوعة السلاح بثمن باهظ ومؤقت، وهو أن تكون حرب أكتوبر (آخر حرب) يخوضها جيش مصر ضدهم .

●.. وكأن سياسيينا لم يعرفوا من قبل أن علم دولة اليهود الذي يرفرف في عواصم عربية و إسلامية. يرمز بخطيه الأزرقين إلى حدود الدولة اليهودية المستقبلية( من النيل إلى الفرات) شرق وغربا، ومن جنوب تركيا حتى حدود المدينة المنورة.. شمالا وجنوبا ..!

●.. وكأنهم لم يروا (نجمة داوود) الزرقاء في وسط الراية اليهودية الغبراء التي تخفق في سماء بلادهم، رامزة إلى (دولة الملك داوود) التي يريدون اليوم استعادتها تحت مسمى ( إسرائيل الكبرى) حيث كانت تمثل في الماضي أقصى الحدود التي وصل إليها أسلاف اليهود، قبل يحرموا من الاصطفاء و يلعنوا على ألسنة الأنبياء .. بمن فيهم داوود.. !

●.. وكأن ساستنا المثقفين كذلك لم يروا في حياتهم صور قطعة العملة المعدنية الإسرائيلية ( الياغورا) التي يتداولها شعب (ياهوا المختار) وهي منقوش عليها بصورة واضحة خريطة إسرائيل الكبري، ليظل تداولها ” تذكارا ” لشعب العصابات المحاربة الصهيونية – مدنية كانت أو عسكرية – في معاملاتهم المالية اليومية، للتذكير بحدود دولة المستقبل الخالصة لأصحاب الديانة اليهودية..!

●.. وكأن هؤلاء الساسة الذين وقعوا على مايسمى (اتفاقية إبراهيم).. لم يعلموا أن حقيقة تلك الاتفاقية هي الدعوة إلى الهيمنة الإدارية اليهودية على ما يسمى ( مسار إبراهيم) الذي يدعون أنه أول أنبيائهم، وذلك تحت مسمى ( الولايات المتحدة الإبراهيمية) وهو المسار الذي سار في طرقه إبراهيم – عليه السلام – خلال هجراته وتنقلاته من العراق التي ولد بها، إلى الشام التي بنى فيها المسجد الأقصى، ومرورا بمصر التي تزوج منها هاجر، ووصولا إلى مكة التي بنى بها الكعبة المشرفة..!

●.. وكأن الساسة هؤلاء لم يسمعوا ترامب الكذوب وهو يتأسف منذ وقت قريب على أن إخوانه في الصهيونية.. لأن دولتهم العدوانية لم تأخذ حقها في أن تظل ” باقية تتمدد” ، قائلا : ” إسرائيل” بلد صغير، يحتاج إلى توسع كثير ..!!

●.. وكأن هؤلاء الساسة – عربًا وعجمُا – لم يشاهدوا بأعينهم مع شعوبهم ( متفرجين).. كيف أحرق أبالسة تل أبيب بدعم من شياطين واشنطن.. مدينة غزة الأبية، الباقية من الأرض الفلسطينية، بغرض ضمها لحدود دولة اليهود، بعد تهجير سكانها، تمهيدا – بحسب زعمهم واعتقادهم – لاستعادة سيناء ( المقدسة ) المملوكة كلها – زعما – لهم، لأنه كان بها غالب تاريخهم مع أول أنبيائهم..!

●.. لكل هذا نقول : إن نصر الله وولايته وتأييده للذين سيُخرجون شعب إبليس المختار من سائر ما اغتصبوه من الديار في فلسطين وغيرها…. لن يكون تحت رايات العلمانيين المتسابقين للتوقيع على(اتفاقات إبراهيم) بل بسواعد المستقيمين على ملة أبينا إبراهيم..

فاللهم كن مع طلائع الذين سيجوسون خلال الديار .. ياقوي ياجبار ..

و أيدهم بقوتك وحولك..

في بلاد الأقصى الذي باركت حوله.. وفي البلاد حوله ..

ياقوي يامتين ..

اللهم آمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى