احدث الاخبار

د. مجدي عامر سفير مصر الأسبق لدي الصين: العلاقات المصرية الصينية شهدت تطورا كبيرا في عهد الرئيس السيسي

على العرب أن يتحدوا للدفاع عن قضيتهم

 

كتبت نجوى رجب

أكد السفير د مجدي عامر أن العلاقات المصرية الصينية قديمة جدا وترجع لعام ١٩٢٨ ، منوها إلى أن التاريخ الرسمي لاستقلال مصر كان عام ١٩٢٢ ، مشيراً إلى أن مصر بدأت تقيم علاقات خارجية بعد هذا التاريخ مع العالم ، موضحا أن مصر بدأت في إقامة علاقات مع الصين بالتحديد منذ عام ١٩٢٨ .

ونوه مجدي عامر سفير مصر الأسبق لدي الصين في ( حوار خاص )، أن الصين مرت بعدة قلاقل وكان هناك نزاع مسلح ، مشيرا إلى أن المفوضية المصرية في الصين وقتها كانت تحل محل السفارة المصرية ، موضحا أن فترة القلاقل التي مرت بها الصين وصلت إلى عام ١٩٤٩ ، عندما قامت الثورة الشيوعية ، حيث بدأ الحكم الشيوعي في الصين عام ١٩٤٩ ، مؤكدا أن هذه الفترة بدأت معظم المفوضيات في الإنسحاب بسبب هذه الأحداث.

وأكد عامر أن مصر بعد الثورة الشيوعية في الصين ، أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين عام ١٩٥٦ ، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية المصرية قائمة منذ ٧٠ عاماً ، لافتاً إلى أن مصر تعتبر أول دولة عربية و إفريقية تقيم علاقات مع الصين منذ عام ١٩٥٦ ، موضحا أن العلاقات المصرية الصينية بدأت بالفعل منذ عام ١٩٢٨ عن طريق التواجد المصري الدبلوماسي في الصين ، وأيضا بالتواجد الدبلوماسي الصيني في مصر .

وأشار أنه منذ عام ١٩٥٦ وقت حكم الرئيس جمال عبد الناصر مرورا بالرئيس السادات وفترة حكم الرئيس مبارك ، حتى عام ٢٠١١ ، كل هذه الفترة كان هناك علاقات مصرية صينية ولكن كانت توصف بأنها علاقات جامدة ، أو بمعني أخر العلاقات الدبلوماسية العادية ، ومنها تأييد الصين للقضية الفلسطينية والقضايا العربية ، وبالمقابل تأييد مصر للصين الواحدة ، مع الإعتراف أن تايوان جزء من الصين .

ونوه أن التطور الكبير في العلاقات المصرية الصينية بدأ منذ عام ٢٠١١ ، بعد وقوع ثورة يناير ، لافتاً إلى أن وقتها أخذ الغرب كله موقف عدائي من مصر ومن الثورة ، حتي عام ٢٠١٣ ، مشيرا إلى أن التطور الحقيقي في العلاقات المصرية الصينية بدأ بعد عام ٢٠١٤ عندما استقرت مصر وجاء الرئيس السيسي وقتها رئيسا لمصر .

وقال عامر أنه كان سفير مصر في الصين في فترة حكم الرئيس حسني مبارك عام ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٦ ، وأيضا تولى سفيرا لمصر في الصين في فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام ٢٠١٣ إلى عام ٢٠١٧ ، مؤكدا أنه شاهد على العلاقات المصرية الصينية فترة ما قبل وما بعد ثورة يناير ، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك قام بزيارة الصين ولكن لم يكن هناك تفاعل بشكل كبير أو شئ لافت في العلاقات مثل وجود استثمارات كبيرة أو تبادل تجاري برقم كبير .

وأوضح أن أول زيارة للرئيس السيسي للصين كانت في ديسمبر ٢٠١٤ بعد تولى الحكم بستة أشهر ، مؤكدا أنه كان سفير مصر في الصين وقتها ، و أن الرئيس السيسي قام بزيارة الصين ٨ مرات متتالية في عشر سنوات ولم تتوقف الزيارات غير فترة كورونا ، مؤكدا أن هذا يعتبر تطور كبير في العلاقات المصرية الصينية ، مشيرا إلى أن الزيارات على مستوى الوزراء مستمرة طوال الوقت .

وأكد أن الزيارة الأولي للرئيس السيسي للصين عام ٢٠١٤ تعتبر هى بداية العلاقات القوية ، و تم ما يسمي بالعلاقات المشتركة الإستراتيجية الشاملة ، موضحا أن سبب التطور الكبير في العلاقات المصرية الصينية ، كان بعد ثورة يناير عندما أخذ الغرب كله من مصر موقف عدائي ، ووقتها للأسف وقبل هذا التاريخ كانت مصر مركزه كل علاقاتها مع الغرب وهو خطأ كبير من جانب مصر وقتها ، أن تضع كل علاقاتها في سلة واحدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها الغرب رقم ٢ ، وكانت علاقات مصر وقتها محدودة جداً بالأطراف الأخري ، موضحا أن قبل هذا التاريخ كانت هناك علاقات مصرية صينية ولكن لم تكن بشكل مميز

ولفت إلى أن العلاقات المصرية الروسية أيضا بعد تفكك الإتحاد السوفيتي كانت غير مميزة ، مشيرا إلى أن هناك أطراف أخري أسيوية لم تعيرها مصر إهتمام مثل الهند ، وأمريكا اللاتينية كانت مهمله تماما ، وكان كل إهتمام مصر بالغرب وأمريكا ، موضحا أن مصر تداركت هذا الخطأ و بحثت عن علاقات أخري بعد ثورة يناير.

ونوه أن القيادة المصرية الجديدة المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أول يوم بدأت تدرك هذا الخطأ في العلاقات و أعادت النظر مرة أخري واتجهت شرقاً ( الاتجاه شرقاً) ، موضحا أن سياسة أمريكا هي الضغط طوال الوقت على الدول وليس على مصر وحدها ، مؤكدا أن أمريكا تدير سياستها بهذا الشكل مع كل الدول ، لذلك مصر اتجهت شرقاً نحو الصين واليابان وكوريا والهند وسنغافورة ، مشيرا إلى أن العلاقات بين الدول لا تقوم فقط على العلاقات السياسية بل تتطرق إلى العلاقات الإقتصادية والثقافية والعسكرية ، والسياحية ، و الأمنية والتعليمية .

وفي سياق متصل أكد عامر أن مصر نوعت علاقاتها بعد الثورة ، مشيرا إلى أن مصر بعد ثررة يناير كانت تعيش في وضع اقتصادي سيئ ، والغرب أخذ موقف عدائي من مصر ، لافتا إلى أن الصين كان لها موقف محترم مع مصر بعد ثورة يناير ،و بدأت العلاقات تأخذ شكل جاد ، أصبح هناك مشروعات مشتركة مع زيادة حجم التبادل التجاري ، وبدأت الشركات الصينية بالتواجد بشكل كبير في مصر ، كما بدأت الإستثمارات الصينية تتدفق بقوة ، لافتا إلى أن كل هذا ساعد مصر على تحسين أوضاعها الإقتصادية ، و بدأت البعثات والزيارات والتبادل السياحي بشكل مميز مع الصين وغيرها من الدول من الدول الأسيوية ، لافتا الى أن مصر فتحت آفاق تعاون مع الأرجنتين والبرازيل ودول أفريقيا ، مشيرا إلى أن مصر كان أمامها تحدي كبير بعد الثورة عندما بدأ الغرب في أخذ موقف عدائي من مصر بعد الثورة فكان لابد لمصر أن تنفتح على الآخرين لمواجهة التحديات .

وأوضح عامر أن الصين ساندت مصر في مجلس الأمن وكان لها موقف إيجابي مع مصر ، مشيرا إلى أن الغرب متمثل في أمريكا وبريطانيا واستراليا هؤلاء الدول الثلاث كانوا يريدون مناقشة وضع مصر بعد ثورة يناير في مجلس الأمن لإصدار عقوبات ضد مصر ، ولكن الصين رفضت ، مشيرا إلى أن الصين وروسيا أكدوا في مجلس الأمن أن ما يحدث في مصر وقتها يعتبر شأن داخلي وقضية داخلية وعلى مصر أن تحلها بنفسها ، ولا علاقة لمجلس الأمن بها ، فوقفت الصين هذا التحرك ضد مصر ، كما رفضت الصين وروسيا بحث هذا الأمر بشكل رسمي أو غير رسمي ، كما رفضت الصين وحدها أن يصدر بيانا من رئيس المجلس ضد مصر أو الحديث في هذا الشأن ، مؤكداً أن هذا نوع من المساندة الصينية لمصر لا تقدر بثمن .

وأكد عامر أن تنويع العلاقات مع دول مميزه وبشكل مميز ، أمر مهم جداً للاستعانة بها وقت الحاجة ، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك علاقات سياسية بشكل متوازن بجانب العلاقات الاقتصادية ، لافتا إلى أن خطوط مصر للطيران أول ما بدأت تقوم بتوجيه رحلات إلى الصين عام ٢٠٠٢ كان هناك رحلتين متجه من مصر إلى الصين في الأسبوع ، اليوم هناك ٣٥ رحلة في الأسبوع الواحد وهذا يعكس حجم العلاقات في كل المجالات بين مصر والصين .

وأكد عامر أنه على العرب أن يتحدوا للدفاع عن قضيتهم وهي القضية الفلسطينية وليس مطلوب من الصين أو غيرها أن تأتي وتحارب نيابة عن العرب ، لافتا إلى إمكانية مطالبة مسانده ولكن غير ممكن أو معقول أن نطلب من الصين أن تأتي تحارب بالنيابة عن العرب .

ونوه أن هناك تفكك عربي ولا يوجد توافق عربي على أي شئ ، ولا يوجد موقف قوي موحد عربي تجاه ما يحدث غير بيانات الإدانة ، لافتا الى أن  كل هذا سبب في  فراغ قوة في هذه المنطقة ، أدي إلى وجود أطراف قوية تريد ملئ هذا الفراغ مثل إسرائيل و تركيا و إيران ، لافتا إلى أن كل الدول لها مصالح وتتكالب على منطقة الثروات ، مؤكدا أن سبب المشكلة والأزمة في المنطقة هي فراغ القوة ، موضحا أن مصر حاولت ملئ هذا الفراغ على قدر استطاعتها واستمر العرب في عدم مساندة مصر للأسف حتى اقتصاديا على الأقل ، مؤكداً أن  الصين تساند مصر وغيرها ولكن أصحاب القضية عليهم أن يتحركوا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى