وثيقة إسرائيلية تكشف فشل عملية “مركبات جدعون” في قطاع غزة

كتب – هاني حسبو
في تطور لافت يعكس حجم الإخفاقات العسكرية والسياسية، كشفت وثيقة داخلية لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن فشل العملية العسكرية الواسعة التي شنّها على قطاع غزة تحت مسمى “مركبات جدعون”. الوثيقة، التي نُشرت لأول مرة عبر القناة “12” العبرية، ترسم صورة قاتمة للنتائج الميدانية والاستراتيجية، وتتناقض بشكل صارخ مع التصريحات الرسمية التي ادعت نجاح العملية.
اعتراف رسمي بالفشل رغم التصريحات المتفائلة
بحسب المركز الفلسطيني للإعلام ، ذكرت الوثيقة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق الأهداف المعلنة للعملية، حيث كُتبت فيها عبارة صريحة: “فشلنا”. ويأتي هذا الاعتراف رغم تأكيدات رئيس الأركان الإسرائيلي بأن العملية قد حققت نجاحًا ملموسًا. الوثيقة تشير إلى أن إسرائيل ارتكبت أخطاء جسيمة، أبرزها إدارة الحرب بطريقة تتعارض مع عقيدتها العسكرية، ما أدى إلى استنزاف قواتها وخسارة الدعم الدولي.
حماس لم تُهزم والأسرى لم يُستعادوا
تقر الوثيقة بأن حركة حماس لم تُهزم لا عسكريًا ولا سلطويًا، كما لم يتم استعادة الأسرى الإسرائيليين، سواء عبر صفقة تبادل أو من خلال عمل عسكري. وتُظهر الوثيقة أن إسرائيل قاتلت بلا إدارة زمنية أو استراتيجية واضحة، ما أدى إلى استنزاف القوات والعتاد، وفقدان القدرة على الحسم.
انهيار المناورة العسكرية وفشل التخطيط الإنساني
أشارت الوثيقة إلى أن المنطق العملياتي للمناورة انهار تمامًا، حيث لم يتم تركيز الجهد على مراكز الثقل، وعملت القوات في مناطق سبق أن ناورت فيها دون تحقيق تقدم يُذكر. كما فشلت إسرائيل في التخطيط وتنفيذ المساعدات الإنسانية، ما أتاح لحماس قيادة حملة إعلامية فعالة حول التجويع، زادت من الضغط الدولي على الاحتلال.
حرب العصابات أربكت الاحتلال وأفشلت أهدافه
أكدت الوثيقة أن قوات الاحتلال واجهت صعوبة كبيرة في التعامل مع تكتيكات حرب العصابات التي تنتهجها حماس، ما زاد من تعقيد المهمة العسكرية وأفشل محاولات الحسم. كما أن تفضيل مبدأ الأمان على جوهر المهمة ساهم في إطالة أمد القتال دون نتائج ملموسة.
حصيلة ثقيلة للعدوان على غزة
منذ استئناف العدوان في 18 مارس 2025 بعد خرق التهدئة، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 11,328 شهيدًا، إلى جانب 48,215 إصابة، وفقًا لتقرير رسمي صادر عن وزارة الصحة بغزة. أما منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، فقد ارتفعت الحصيلة إلى 63,459 شهيدًا و160,256 جريحًا، في واحدة من أكثر الحملات دموية في تاريخ الصراع.