الاتفاق الدفاعي السعودي-الباكستاني: تحالف استراتيجي يوجه 3 رسائل قوية

التحالف يعكس توجهًا نحو بناء منظومة أمنية إسلامية مستقلة
✍️ تحليل إخباري يكتبه / رئيس التحرير
في خطوة تحمل دلالات استراتيجية عميقة، وقّعت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية اتفاقية دفاع مشترك في 17 سبتمبر 2025، لتتحول علاقتهما من تعاون عسكري تقليدي إلى تحالف أمني شامل، ينص على أن أي اعتداء على أحد الطرفين يُعد اعتداءً على الآخر.
تحالف يتجاوز الطوارئ
الاتفاقية تأتي في توقيت حساس يشهده الإقليم، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، والذي أثار تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها الخليجيين. هذا التحالف الجديد يعكس رغبة الرياض في تنويع مظلتها الأمنية، وعدم الارتهان لحليف واحد، وهو ما وصفه محللون بأنه “تحول جيوسياسي مفاجئ وصادم”.
القدرات العسكرية الباكستانية رادعة
يمتلك الجيش الباكستاني قدرات عسكرية ضخمة، تجعله في المرتبة 12 عالميًا وفق مؤشر “غلوبال فاير باور”، ويضم أكثر من 1.7 مليون فرد، بينهم 654 ألف عنصر نشط. كما يمتلك ترسانة نووية تُقدر بـ170 رأسًا نوويًا، و50 منصة إطلاق صواريخ أرض-أرض. هذه القدرات تمنح السعودية شريكًا دفاعيًا قويًا يمكنه تعزيز الردع الإقليمي.
توجيه 3 رسائل قوية
1. رسالة إلى أمريكا
الاتفاقية توجه رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة بأن المظلة الأمنية التقليدية لم تعد كافية، وأن دول الخليج تبحث عن بدائل أكثر موثوقية.
2. رسالة إلى إسرائيل
في ظل التصعيد الأخير، يحمل التحالف السعودي-الباكستاني تحذيرًا ضمنيًا بأن أي اعتداءات مستقبلية لن تمر دون رد، خاصة مع دخول قوة نووية إسلامية على خط الدفاع الإقليمي.
3. رسالة إلى الداخل العربي والإسلامي
الاتفاق يعكس توجهًا نحو بناء منظومة أمنية إسلامية مستقلة، تعزز من التكامل الدفاعي وتعيد الثقة بين الدول ذات المصالح المشتركة.
إعادة تشكيل ميزان القوى
الاتفاقية قد تؤسس لمرحلة جديدة من التحالفات في الشرق الأوسط، حيث تتجه الدول نحو بناء شبكات أمنية متعددة الأطراف، بعيدًا عن الاعتماد الأحادي على القوى الكبرى. كما أنها تفتح الباب أمام تعاون أوسع بين دول الخليج وجنوب آسيا، ما يعزز من قدرة هذه الدول على مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.