هجمات متكررة على لاجئين في إثيوبيا

✍️ كتبت: د. هيام الإبس

في تحذير شديد اللهجة، وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، ما يجري في السودان بأنه “صراع منسي” تُرتكب خلاله فظائع مروعة بحق المدنيين، وسط غياب شبه كامل للمساءلة، وتفاقم الأزمة الإنسانية على نحو غير مسبوق.

 جرائم حرب وإعدامات وعنف جنسي

أشار تورك إلى أن أكثر من 3,000 مدني قُتلوا منذ بداية عام 2025، مع تصاعد الهجمات على المناطق المأهولة، واستخدام الطائرات المسيّرة والقصف الجوي، بالإضافة إلى توثيق حالات عنف جنسي ممنهج تُستخدم كأداة حرب.

وأكد أن الإفلات من العقاب يغذي دوامات الانتهاكات، مشددًا على أن المساءلة ومحاسبة المسؤولين هي السبيل الوحيد لوقف هذه الفظائع، محذرًا من أن التمييز الإثني والتحريض على العنف يهددان الاستقرار الاجتماعي على المدى الطويل.

 أزمة إنسانية غير مسبوقة

بحسب المفوض، يواجه نحو 24.6 مليون شخص في السودان انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، بينما يعيش 19 مليون آخرين بلا مياه صالحة للشرب أو خدمات صرف صحي، في ظل تفشي وباء الكوليرا، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة.

 هدنة إنسانية بدعم إقليمي ودولي

في مؤشر على الأمل، رحّب تورك بالتقدم نحو هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، بدعم من مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذه المبادرة قد تكون خطوة أساسية لإنقاذ حياة المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات دون عوائق.

هجوم جديد على لاجئين سودانيين في إثيوبيا

وفي تطور موازٍ، شهد معسكر أفتيت للاجئين السودانيين في إقليم الأمهرا الإثيوبي هجومًا مسلحًا جديدًا مساء الجمعة، هو الثالث خلال أقل من ستة أشهر. دخلت مجموعة مسلحة المعسكر في التاسعة مساءً، وتبادلت إطلاق النار مع عناصر الحراسة قبل أن تنسحب دون تسجيل إصابات.

ويأتي هذا الهجوم بعد حادثة مماثلة قبل أيام، حيث قامت نفس المجموعة بنهب هواتف محمولة من محل شحن داخل المعسكر تحت تهديد السلاح، دون إطلاق نار.

مخاوف متزايدة وسط غياب الحماية

أعرب اللاجئون عن قلقهم من تكرار هذه الاعتداءات، خاصة بعد أن تم نقلهم سابقًا من معسكري كومر وأولالا إلى أفتيت بسبب تهديدات أمنية مشابهة. وطالبوا الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بتوفير حماية فعلية، في ظل غياب القوات النظامية واعتماد المعسكر على حراسة محدودة لا تكفي لردع الهجمات المتكررة.