غزة تحت النار رغم الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية

كتب – محمد السيد راشد
في مشهد يعكس التناقض بين التحركات الدبلوماسية الدولية والواقع الميداني، توغل الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 بشكل أعمق في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في مدينة غزة، في وقتٍ لا تزال فيه أهوال الحرب مستمرة رغم اعتراف عدد من الدول الغربية بدولة فلسطينية.
استمرار الهجوم رغم التحول الدبلوماسي
جاء التصعيد الإسرائيلي بعد يوم واحد فقط من اجتماع تاريخي في الأمم المتحدة، حيث اعترفت عشرات الدول بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرها كثيرون تحولاً دبلوماسياً كبيراً. إلا أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، واصلت هجومها على القطاع، مؤكدة رفضها لهذه الخطوة التي ترى أنها تضر بفرص السلام.
حصيلة القتلى تتزايد وتحذيرات من انهيار صحي
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 22 شخصاً على الأقل يوم الثلاثاء، بينهم 18 في مدينة غزة. كما حذرت الوزارة من نفاد الوقود في المستشفيات خلال أيام، مما يهدد حياة آلاف المرضى.
دمار واسع في الأحياء الغربية
وبحسب وكالة رويترز ،شهدت أحياء الصبرة وتل الهوا انفجارات عنيفة نتيجة تفجير مركبات مفخخة، مع تقدم الدبابات الإسرائيلية نحو الغرب. السكان أفادوا بتدمير عشرات المنازل والطرق، فيما خرجت ثلاثة مستشفيات من الخدمة، مما فاقم الأزمة الصحية في المدينة.
شهادات من قلب المعاناة
قالت هدى، وهي أم لطفلين من غزة: “إحنا مش صامدين، احنا يائسين وما حدا بيساعدنا… الأطفال طول الوقت بيرجفوا من صوت الانفجارات واحنا متلهم… العالم قاعد بيحتفل في اعتراف رمزي بدولة فلسطين بس هادا مش راح يوقف قتلنا”.
أما أبو مصطفى، الذي فر من منزله، فتساءل بمرارة: “يعني احنا هلقيت قاعدين بيتم قتلنا كمواطنين دولة فلسطين؟ هل هذا اللي صار؟”.
اعتراف فرنسي بدولة فلسطين
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر مشترك مع السعودية، اعتراف باريس بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرها مراقبون رمزية، لكنها غير كافية لإيقاف الحرب أو تغيير الواقع الميداني.
حل الدولتين في مهب الريح
رغم أن حل الدولتين أساس عملية السلام منذ اتفاقات أوسلو عام 1993، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت رفضها القاطع لقيام دولة فلسطينية، مؤكدة استمرار حربها ضد حركة حماس منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي.
ترامب يقترح خطة لإدارة غزة
يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء بقادة دول إسلامية لمناقشة الوضع في غزة. ووفقاً لموقع “أكسيوس”، سيقدم ترامب مقترحاً لإدارة غزة بعد الحرب، يشمل إرسال قوات عربية وإسلامية، وتأمين تمويل لإعادة الإعمار. وكان ترامب قد اقترح سابقاً تهجير الفلسطينيين من غزة، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “تطهير عرقي”.
معاناة مستمرة وسط الدمار
محمد البياري، أب لستة أطفال، قال وهو يجر عربةً بأمتعة أسرته خلال رحلة بحث استمرت 14 ساعة عن مأوى: “كل عشر دقايق ربع ساعة أريحلي نص ساعة”.