مصادر المعرفة بين السوشيال ميديا والكتب: أيهما أقرب للحقيقة؟

بقلم / الدكتورة هناء خليفة
المعرفة كانت دائمًا هي سلاح الإنسان في مواجهة الجهل وصناعة الحضارة. ومع تطور العصور، تغيّرت مصادرها ووسائل الوصول إليها. فبينما كان الكتاب لعقود طويلة هو المرجع الأول للعلم والمعرفة، جاءت ثورة السوشيال ميديا لتفرض سؤالًا جديدًا: هل تصلح هذه المنصات أن تكون مصدرًا حقيقيًا للتعلم والمعرفة، أم أن الكتاب ما زال يحتفظ بعرشه؟
الكتاب: المصدر الأصيل للمعرفة
الكتب ليست مجرد أوراق مطبوعة، بل هي خلاصة تجارب إنسانية، وعقول باحثين، وحصيلة سنين من البحث والتوثيق، وتمتاز بــ :
▪️الموثوقية: تخضع الكتب العلمية والأكاديمية لعمليات مراجعة دقيقة قبل النشر.
▪️العمق: يقدم الكتاب موضوعًا بشكل متكامل، من خلفيته إلى نتائجه، وليس مجرد معلومة عابرة.
▪️الاستمرارية: يظل الكتاب صالحًا للرجوع إليه حتى بعد مرور سنوات طويلة.
السوشيال ميديا: المعرفة السريعة والمنتشرة
لا يمكن إنكار أن السوشيال ميديا جعلت الوصول للمعلومة أسهل وأسرع من أي وقت مضى، وتمتاز بـ
▪️السرعة: بضغطة زر تصل إلى أحدث الدراسات أو الأخبار.
▪️التنوع: توفر منصات مثل يوتيوب، بودكاست، وتويتر محتوى تعليمي متنوع.
▪️الانتشار: المعرفة لم تعد حكرًا على النخبة، بل أصبحت متاحة للجميع.
لكن يبقى السؤال: هل كل ما يُنشر على هذه المنصات صحيح؟ الحقيقة أن السوشيال ميديا مليئة بالشائعات والمعلومات غير الموثقة، ما يجعلها سلاحًا ذا حدين.
*أيهما أفضل؟
للتعلم العميق: يظل الكتاب هو المرجع الأقوى والأكثر موثوقية.
للاطلاع السريع والمعرفة العامة: قد تكون السوشيال ميديا مفيدة إذا استخدمت بوعي، مع ضرورة التحقق من مصادر المعلومات.
وختاماً.. المعرفة لا تنحصر في وسيلة واحدة. الكتاب يظل الركيزة الأساسية للتعلم العميق والموثوق، بينما يمكن للسوشيال ميديا أن تكون بوابة أولية للتعرف على الأفكار والموضوعات، شرط أن يكون المتلقي ناقدًا وواعيًا، قادرًا على التمييز بين الحقيقة والزيف.
فالمسألة ليست “كتاب أم سوشيال ميديا؟” بل “كيف نستخدم الاثنين معًا لنصنع معرفة راسخة وواعية”.