انتصارات كبيرة للجيش السودانى والقوات المساندة فى كردفان

كتبت : د.هيام الإبس
تمكن الجيش السودانى والقوات المتحالفة معه من استعادة السيطرة على منطقة أم صميمة بولاية شمال كردفان، عقب معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع التى كانت تسيطر عليها.
وشهد مسار الحرب والعمليات العسكرية فى إقليم كردفان تحولات كبيرة وسريعة خلال الأشهر الأخيرة، وتبادل الطرفان السيطرة على العديد من المواقع المهمة، بينما حدث تراجع ملحوظ للجيش بفقدان السيطرة على عدة مناطق، مع خسائر بشرية ومادية كبيرة.
فى السياق، أكدت مصادر عسكرية وإعلامية سودانية، اليوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، استعادة الجيش السودانى بالتعاون مع القوات المشتركة للحركات المسلحة السيطرة الكاملة على منطقة أم صميمة، الواقعة غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
يأتى هذا الإعلان وسط تصاعد الاشتباكات فى إقليم كردفان، الذى يعد موقعاً استراتيجياً حاسماً فى الحرب الأهلية السودانية المستمرة منذ أبريل 2023.
أهمية أم صميمة
تقع أم صميمة على بعد نحو 60 كم غرب الأبيض، وتعد بوابة رئيسية نحو مناطق الخوى والنهود فى غرب كردفان، مما يجعلها مفتاحاً للسيطرة على خطوط الإمداد بين وسط السودان ودارفور.
وشهدت المنطقة تقلبات ميدانية متكررة خلال 2025، حيث سيطرت قوات الدعم السريع عليها فى أغسطس بعد معارك حاسمة، قبل أن يعلن الجيش استعادتها فى يوليو، ثم عادت المليشيا للسيطرة مؤقتاً فى أوائل سبتمبر.
سير المعارك الأخيرة
واندلعت الاشتباكات اليوم صباحًا على محاور أم صميمة وكازقيل جنوب الأبيض، مع استخدام الجانبين أسلحة ثقيلة وخفيفة، بالإضافة إلى غارات جوية من سلاح الجو السودانى دمرت عربات قتالية ومخازن أسلحة للدعم السريع.
أفادت مصادر أن القوات المسلحة وحلفاءها (مثل القوات المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش) أتموا “تمشيطاً ومطاردة” لعناصر الدعم السريع حتى تخوم المنطقة، مما مهد لاقتراب الجيش من مدينة الخوى.
الخسائر والتأثيرات
لم تصدر أرقام رسمية عن الخسائر البشرية، لكن التقارير تشير إلى خسائر مادية كبيرة للدعم السريع، بما فى ذلك تدمير معدات عسكرية.
كما أدت المعارك إلى نزوح آلاف السكان، مع تقارير عن انتهاكات ضد المدنيين، بما فى ذلك نهب وسرقة فى قرى مجاورة مثل حلة حامد.
يعد هذا التحرير خطوة استراتيجية للجيش السودانى، حيث يفتح الطريق نحو غرب كردفان ودارفور، ويضعف محاصرة الأبيض التى فرضها الدعم السريع منذ 2023.د، ومع ذلك، يحذر خبراء من استمرار التقلبات، إذ يعتمد الدعم السريع على تكتيكات حرب العصابات ودعم خارجى.
وفى ظل الأزمة الإنسانية، حيث يعانى أكثر من 8 ملايين شخص من نقص غذائى، يخشى أن تؤدى المعارك إلى مزيد من النزوح، مع دعوات دولية لوقف التصعيد.
هذا التطور يعكس ديناميكية الحرب المتقلبة فى كردفان، حيث يسعى الجيش لتعزيز سيطرته على الإقليم كـ”حزام دفاعى”، بينما يحاول الدعم السريع الحفاظ على مواقعه للضغط على الوسط.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع فى أبريل 2023، تحولت ولايات كردفان إلى جبهات قتال رئيسية، شهدت مواجهات عنيفة وانتهاكات بحق المدنيين، وتسببت في نزوح واسع وانهيار الخدمات الأساسية.
ويُتهم طرفا النزاع بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين منذ اندلاع الحرب، من بينها القتل خارج نطاق القانون، والاعتقال التعسفى، والقصف العشوائى فى المناطق السكنية.
وتواجه قوات الدعم السريع اتهامات أوسع نطاقًا بارتكاب أعمال نهب ممنهجة، واغتصاب، وتهجير قسرى فى عدد من الولايات.