الصومال

القوات الصومالية تنهى هجوماً دامياً لحركة الشباب فى سجن (غوكا جلعو)

كتبت : د.هيام الإبس

 

تمكنت القوات الصومالية من إنهاء الهجوم على مركز اعتقال قرب مقر الرئاسة فى وسط مقديشو بقتل المشاركين فيه.
وأنهت القوات الأمنية الصومالية، اليوم، حصاراً دموياً استمر لساعات شنّه مسلحو حركة الشباب على سجن “غودكا جيلعو”، أحد أكثر مراكز الاحتجاز تحصيناً فى العاصمة مقديشو، والواقع بالقرب من مجمع القصر الرئاسى “فيلا صوماليا”.
وبحسب مصادر أمنية، بدأ الهجوم بانفجار سيارة مفخخة عند مدخل السجن، أعقبه اقتحام مجموعة من المسلحين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن فى معارك عنيفة استمرت لساعات داخل السجن.

وأعلنت الحكومة الصومالية فى بيان رسمى إن سبعة من المهاجمين قُتلوا خلال العملية، مؤكدةً أن القوات الأمنية تمكنت من “تحييد العناصر الإرهابية” واستعادة السيطرة الكاملة على السجن.
وكشف البيان أن المهاجمين استخدموا مركبة عسكرية تحمل ألواناً وشعارات مماثلة لتلك الخاصة بالقوات الحكومية، كما ارتدى المسلحون زيّاً مشابهاً لزى الجيش الصومالى، ما مكّنهم من المرور عبر نقاط التفتيش دون تدقيق.
وأضافت الحكومة أن الحادثة كشفت عن ثغرات أمنية خطيرة تستدعى تشديد الرقابة على المركبات العسكرية وتنفيذ الإجراءات الخاصة بأمن العاصمة وضبط السلاح بشكل صارم.

من جهتها، أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدةً أن مقاتليها استهدفوا “الزنزانة السرية الواقعة تحت الأرض والمحروسة من قبل قوات الأمن”، مشيرةً إلى أن الهجوم بدأ بتفجير انتحارى أعقبه اقتحام مقاتلين للموقع.

ويأتى هذا الهجوم فى وقت تكثف فيه القوات الحكومية عملياتها العسكرية ضد الحركة فى عدة مناطق من البلاد، حيث نفذت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مداهمات فى جلب ومبارك وأوطيكلى وكوونيا-بارو، أسفرت وفقاً لبيان وزارة الدفاع عن مقتل قياديين بارزين، من بينهم محمد عثمان محمد الملقب
بـ”توتاح”، نائب رئيس جهاز الأمن فى حركة الشباب ورئيس قسم شراء المتفجرات.
ويعد الهجوم على سجن “غودكا جيلعو” أحد أخطر الاعتداءات التى تشهدها العاصمة مقديشو فى الأشهر الأخيرة، ويأتى فى ظل جهود حكومية مكثفة لإعادة بسط الأمن والاستقرار فى البلاد.

وتخوض الصومال حرباً ضد “حركة الشباب” منذ منتصف العقد الأول من القرن الـ21، وشهدت تقلبات، لكن الوضع الأمنى تدهور بصورة ملحوظة هذا العام.
وسيطر المتمردون الشباب على عشرات المدن والقرى منذ شنوا هجومهم فى بداية العام، على حساب التقدم الذى أحرزته الحكومة الصومالية خلال حملتها العسكرية فى العامين 2022 و2023.
وعلى رغم هذا الوضع العسكرى المضطرب يمارس الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود ضغوطاً لإجراء أول انتخابات بالاقتراع العام المباشر العام المقبل.
وزار الرئيس اليوم الأحد منطقة جوبا لاند الصومالية التى تحظى بحكم شبه ذاتى وشهدت فى الآونة الأخيرة اشتباكات بين الجيش وعناصر مؤيدين لسلطات جوبا لاند تشكل الخلافات الانتخابية أبرز أسبابها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى