المراسل العسكري لـ”معاريف” آفي أشكنازي:ماذا بقي أن يُكتب عن الحرب، بعد عامين كُتب خلالهما كل شيء تقريبا؟
توصيف إسرائيلي لـ"الطوفان" يستحق أن يقرأ

متابعة/ هاني حسبو.
كتب المراسل العسكري لـ”معاريف”، آفي أشكنازي، هذا المساء يقول:
ماذا بقي أن يُكتب عن الحرب، بعد عامين كُتب خلالهما كل شيء تقريبا؟
الحرب التي بدأت بأقسى هزيمة عسكرية تتلقّاها دولة إسرائيل منذ قيامها، وتستمر حتى اليوم من غير أن يُرى بعدُ أفق نهايتها.
حتى اليوم، بعد عامين كاملين، يتذكر كل إسرائيلي بدقة أين كان صباح السبت – عيد “فرح التوراة” – في الساعة السادسة وتسع وعشرين دقيقة.
كل إسرائيلي يتذكّر اللحظة الأولى بكل تفاصيلها: الحيرة، الذهول، الأسئلة: من يطلق النار، ولماذا؟
كل إسرائيلي يتذكر صورة “التويوتا” المحمّلة بالمسلّحين في شوارع سديروت، والمظلّيين الذين هبطوا على بلدات الغلاف، ونداءات الاستغاثة من الجنود والمدنيين في المواقع المُنهارة، ومن مواقع ومن حفل “نوفا” الذي قتل فيها المئات طوال ساعات.
لقد بدأت الحرب بمفاجأة كاملة، محرجة ومهينة.
تنظيم مسلح لم يُنظر إليه في إسرائيل ولا في العالم كقوّة كبيرة أو مؤثّرة، نجح في تغيير واقع استراتيجي.
حتى بعد السابع من أكتوبر وصف نتنياهو قدرات حماس بأنها لا تتجاوز “بضعة فسطينيين ينتعلون الشباشب ويحملون الكلاشينكوف”.
لكن في الواقع، نجحت حماس في شلّ فرقة غزة – القوة العسكرية التي وضعتها إسرائيل في مواجهتها – وسيطرت على أراض داخل إسرائيل، وكادت تخترق عُمق الجبهة الداخلية. ولو نجحت خطتها لتوحيد الجبهات في التوقيت المحدّد، لكنّا نعيش اليوم واقعا مختلفا تماما.
الآن، بعد عامين، حان الوقت لترك الدعاية والتبريرات جانبا، والغوص في عُمق ما جرى، ولفهم كيف حدث بعد خمسين عاما بالضبط من حرب يوم الغفران، أن فُوجئت إسرائيل وتلقّت هزيمة عسكرية على الأقل في مراحل القتال الأولى؟”. (انتهى).