من يستحق جائزة نوبل للسلام لعام 2025؟!

بقلم / د. أمين رمضان
الفائزة بجائزة نوبل للسلام تدعم مجرمي الحرب
منحت جائزة نوبل للسلام لعام 2025 للفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بداعي جهودها لإرساء السلام وتوحيد المعارضة في بلدها فنزويلا.
والحقيقة التي لم تذكرها اللجنة المانحة: أن ماريا من أشد الداعمين للاحتلال الإسرائيلي، وتابعة للمعسكر الغربي، وتاريخها حافل بدعم مجرمي الحرب!
فقد وقع حزبها اتفاقية تعاون مع حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو، ودعمته في حرب الإبادة الإجرامية على غزة تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، وقالت إن نضال فنزويلا هو نفسه نضال إسرائيل، وتعهدت بإعادة العلاقات المقطوعة مع الاحتلال منذ عهد الرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز حال فوزها بالرئاسة، كما تعهدت بنقل سفارة فنزويلا إلى القدس دعماً لدولة إسرائيل، كما قالت.
بل إن ماتشادو طلبت من نتنياهو التدخل في بلادها لإسقاط حكم الرئيس الحالي مادورو، وتدور حولها شبهات بالفساد بعدما دعمتها واشنطن بـ 25 مليون دولار في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن، لإسقاط هوجو شافيز أثناء رئاسته، واليوم تدعمها أوروبا وأمريكا لإسقاط مادورو.
الحقيقة أن السلام الذي من أجله منحت ماتشادو جائزة نوبل هو السلام الذي يريده الغرب.
غريتا تستحق الفوز بالجائزة لأنها صوت الضمير العالمي
توقع الكثير من محبي السلام حول العالم فوز الناشطة السويدية غريتا ثونبرج بجائزة نوبل للسلام للعام 2025، وهي ناشطة بيئية سويدية معروفة عالمياً بنضالها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وقد بدأت نشاطها في عام 2018 عندما قررت، وهي في سن الخامسة عشرة، الإضراب المدرسي من أجل المناخ أمام البرلمان السويدي، مما ألهم ملايين الشباب حول العالم وأطلق حركة “جمعة من أجل المستقبل”.
شاركت غريتا ثونبرغ في أسطول الحرية إلى غزة عام 2025 في مهمة إنسانية شارك فيها عدد من النشطاء الأوروبيين والدوليين بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع وإيصال المساعدات مثل حليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية للأطفال.
واجه الأسطول اعتراضاً من البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية وتم احتجاز ركابه، حيث تم اختطاف السفينة واعتقال النشطاء من بينهم غريتا.
احتُجزت غريتا عدة أيام مع المشاركين الآخرين وتم ترحيلها لاحقاً من إسرائيل على متن رحلة متجهة إلى أثينا، وكان معها نحو 70 ناشطاً آخرين من أسطول الحرية، حسب وزارة الخارجية الإسرائيلية.
صرحت بعد ترحيلها أنها تعرضت للتنكيل من جانب الاحتلال خلال فترة الاحتجاز وأجبرت على تقبيل العلم الإسرائيلي، ووجهت دعوة لأحرار العالم بمواصلة دعم غزة.
ردود الفعل العالمية الداعمة لقافلة الصمود
رافق العملية انتقادات دولية واسعة لإسرائيل، واعتبر تحالف أسطول الحرية أن اعتراض السفينة في المياه الدولية يمثل خرقاً للقانون الدولي، وتحدياً لأوامر محكمة العدل الدولية التي تنص على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
عبرت منظمات ودول أجنبية، مثل أيرلندا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرهم، عن دعمهم للأسطول ودعت لتوفير ممر آمن له.
مشاركة غريتا ثونبرغ في الأسطول شكّلت حدثاً رمزياً بارزاً لجذب الانتباه العالمي إلى معاناة غزة ولحشد الدعم لإيصال المساعدات الإنسانية رغم الحصار والتهديدات الأمنية.
انتفض كل داعمي الإنسانية في ميادين وشوارع العالم مطالبين بوقف المجزرة والتطهير العرقي الذي يمارسه الكيان المحتل في غزة، وتعرت تماما إسرائيل وسقطت سرديتها، وأصبحت القضية الفلسطينية في صدارة من يملكون ضمير إنساني عالمي حقيقي.
هذه هي الفتاة السويدية غريتا التي ركزت جهودها السابقة على قضية المناخ، وتركز جزء من نشاطها مؤخرًا على دعم حقوق الإنسان في مناطق متعددة مثل غزة وأوكرانيا وغيرها.
معيار جائزة نوبل للسلام
السلام الذي يجب أن تمنح جائزة نوبل له هو سلام العالم، وهو أن يعيش سكان الكوكب جميعا في سلام، فتكون الحياة للناس والمخلوقات آمنة، هذا هو المعيار.
من يستحق الجائزة؟
وأخيراً عزيزي القارئ عندما تقارن بين ماتشادو الفنزويلية وغريتا السويدية، وتتخيل أنك صاحب قرار إعطاء الجائزة وفق المعيار الحقيقي لجائزة نوبل للسلام. بالتاكيد ستمنحها لمن يمتلك قلباً يحمل الحب العابر الحدود والقوميات، للحياة كل الحياة على الكوكب، للإنسان في أي مكان في العالم مهما كان معتقده، وللمخلوقات جميعاً، الأرض ومكوناتها من غلاف هوائي وغيره، ومن يعيش عليها من المخلوقات الحية كلها.
فمن يستحق جائزة نوبل للسلام؟ ماتشادو، الناشطة الفنزويلية؟ أم غريتا، الناشطة السويدية؟!
11 أكتوبر 2025
الدكتور أمين رمضان
كاتب وباحث ومدرب عالمي