حكومة السودان تستنكر صمت المجتمع الدولى تجاه جرائم “الدعم السريع”

كتبت : د.هيام الإبس
استنكرت حكومة السودان، بشدة، ما وصفته بـ”استمرار الصمت الدولى” تجاه الجرائم التى ترتكبها “ميليشيا الدعم السريع” بحق المدنيين فى مدينة الفاشر ومدن سودانية أخرى، مشددة على أن هذه الأفعال تمثل تحدياً لقرارات مجلس الأمن ولا مبالاة بالقانون الدولى الإنسانى.
أكدت الحكومة السودانية أنَّ “ما ترتكبه الميليشيا من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يحتم على الإرادة الدولية التدخل لمساعدة السودان على اجتثاث هذه الميليشيا ومحاسبة قادتها”، بحسب ما أوردته وكالة السودان للأنباء “سونا”.
كما أشارت الحكومة السودانية فى بيانها، إلى أنَّ الهجوم الدامى الذى وقع مُؤخراً لن يزيد الشعب السودانى إلا تمسكاً بموقفه الثابت بضرورة القضاء على هذه الميليشيا التى تزعزع الأمن فى المنطقة والإقليم.
واعتبرت أنَّ هذه الجرائم تشكل تحدياً واضحًا للجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار فى البلاد.
وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، موجة قصف مدفعى عنيف نفذته الدعم السريع خلال يومى الخميس والجمعة، أسفرت عن إصابة 34 مدنياً بينهم نساء وأطفال.
وتتعرض الفاشر لحصار من قبل الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم، وخلال هذه المدة ظلت تشهد معارك متصاعدة بين الجيش السودانى والدعم السريع، أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف، ونزوح أكثر من 500 ألف من سكان المدينة إلى المدن والقرى المجاورة.
ويعيش سكان المدينة والنازحون فى ظروف إنسانية بالغة السوء، وسط نقص حاد فى الغذاء والمياه والأدوية، وانهيار شبه كامل للخدمات الصحية، فى ظل استمرار القصف واستهداف المرافق الحيوية، ومن بينها المستشفيات والمراكز الطبية ومراكز إيواء النازحين.
ويأتى هذا التصعيد فى وقت يعيش فيه السودان حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء ما يزيد على 15 مليوناً، حسب بيانات الأمم المتحدة.
السعودية تدين هجوم الفاشر وتدعو لوقف الحرب فى السودان
من جانبها ، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الآثم الذى استهدف مأوى للنازحين فى مدينة الفاشر بدولة السودان، مؤكدةً رفض المملكة القاطع لكل أشكال العنف ضد المدنيين.
وشددت الوزارة على ضرورة الوقف الفورى للحرب الدائرة فى السودان، والحفاظ على وحدة البلاد ومؤسساتها الوطنية، وتجنيب الشعب السودانى الشقيق المزيد من المعاناة والدمار، داعيةً إلى توفير الحماية الكاملة للمدنيين، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى إعلان جدة بشأن الالتزام بحماية المدنيين فى السودان، الموقّع بتاريخ 11 مايو 2023.
واختتمت الوزارة بيانها بالتعبير عن خالص التعازى والمواساة لذوى الضحايا، مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، مؤكدةً وقوف المملكة إلى جانب الشعب السودانى الشقيق، ودعمها لكل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائمين فى السودان.