احدث الاخبارفلسطينمصر

 قمة شرم الشيخ للسلام توقع اتفاق إنهاء الحرب في غزة

الرئيس السيسي : السلام ليس خيارًا بل ضرورة وجودية للمنطقة بأسرها

كتب – وليد على 

في لحظة فارقة من تاريخ الشرق الأوسط، شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية  اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 انعقاد قمة دولية استثنائية جمعت قادة من مختلف أنحاء العالم، بهدف إنهاء الحرب المدمرة في قطاع غزة. هذه القمة، التي عُقدت في أكتوبر 2025، جاءت بعد اكثر من عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية وأسفرت عن آلاف الضحايا المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية.

شرم الشيخ مدينة السلام 

اختيار شرم الشيخ كموقع لانعقاد القمة لم يكن صدفة، بل جاء لما تمثله المدينة من رمزية للسلام والتعايش، حيث سبق أن احتضنت مؤتمرات دولية مهمة في ملفات الأمن الإقليمي والمصالحة. وقد استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الوفود المشاركة، مؤكدًا في كلمته الافتتاحية أن “السلام ليس خيارًا، بل ضرورة وجودية للمنطقة بأسرها”.

بنود الاتفاق

الاتفاق الذي تم توقيعه في ختام القمة تضمن مجموعة من البنود الجوهرية، أبرزها وقف شامل وفوري لإطلاق النار، فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، الإفراج المتبادل عن الأسرى والمحتجزين، والبدء في مفاوضات سياسية برعاية دولية تهدف إلى التوصل لحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية. كما نص الاتفاق على تشكيل لجنة دولية لمراقبة تنفيذ البنود وضمان الالتزام بها من جميع الأطراف.

كلمة الرئيس السيسي :

وقد ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة مؤثرة خلال “قمة شرم الشيخ للسلام” التي عُقدت يوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، بمشاركة قادة من مختلف دول العالم. جاءت الكلمة عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لتشكل إعلانًا رسميًا عن نهاية الحرب، وبداية مرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة.

 دعوة للسلام وإنهاء الصراع

افتتح الرئيس السيسي كلمته بالترحيب بالقادة المشاركين، مؤكدًا أن الاتفاق الموقع في شرم الشيخ يمثل “بارقة أمل” لإنهاء صفحة أليمة من تاريخ البشرية. وأشاد بالقيادة الشجاعة التي ساهمت في التوصل إلى هذا الاتفاق، وعلى رأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا للانضمام إلى قادة العالم في دعم السلام.

كما عبّر الرئيس السيسي عن تقديره للجهود الدولية، خاصة من الولايات المتحدة وتركيا وقطر، في صياغة خطة لإنهاء الحرب، مشددًا على أن مصر تدعم تنفيذ هذه الخطة باعتبارها خطوة نحو حل الدولتين، الذي وصفه بأنه “السبيل الوحيد لتحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

 مصر ومسار السلام التاريخي

استعرض الرئيس السيسي الدور التاريخي لمصر في دعم السلام، مشيرًا إلى المبادرة الجريئة التي أطلقها الرئيس الراحل أنور السادات عام 1977 بزيارته إلى القدس. وأكد أن مصر، ومعها الدول العربية والإسلامية، لا تزال ترى السلام خيارًا استراتيجيًا، لا يمكن أن يتحقق إلا بالعدالة والمساواة في الحقوق.

وفي هذا السياق، شدد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والعيش في دولته المستقلة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعتراف متبادل.

 نداء إلى شعب إسرائيل

في لفتة إنسانية، وجّه الرئيس السيسي نداءً مباشرًا إلى شعب إسرائيل، داعيًا إلى التعاون من أجل بناء مستقبل تسوده العدالة والتعايش السلمي. وأكد أن مشاهد الفرح في غزة وإسرائيل والعالم بعد توقيع الاتفاق، تعكس رغبة الشعوب في السلام، وليس في استمرار الحروب.

إعادة إعمار غزة: خطوة نحو الأمل

أعلن الرئيس السيسي أن مصر ستعمل مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين على وضع أسس مشتركة لإعادة إعمار غزة دون تأخير. وكشف عن نية مصر استضافة مؤتمر للتعافي المبكر والتنمية، لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين، مؤكدًا أن “السلام لا يكتمل إلا حين تمتد اليد للبناء بعد الدمار”.

 رؤية لمستقبل الشرق الأوسط

اختتم الرئيس السيسي كلمته برؤية طموحة لمستقبل المنطقة، داعيًا إلى شرق أوسط خالٍ من الإرهاب والتطرف، ومن جميع أسلحة الدمار الشامل. وأكد أن اتفاق شرم الشيخ يمهد الطريق لتحقيق هذه الرؤية، من خلال تنفيذ حل الدولتين، والتكامل بين شعوب ودول المنطقة.

وفي ختام كلمته، أعلن الرئيس السيسي منح الرئيس ترامب “قلادة النيل”، أعلى وسام مصري، تقديرًا لجهوده في خدمة الإنسانية وإنهاء الحرب في غزة.

ردود الفعل الإقليمية والدولية

لاقى الاتفاق ترحيبًا واسعًا من مختلف الأطراف الدولية، حيث وصفته الأمم المتحدة بأنه “نقطة تحول”، فيما اعتبرته جامعة الدول العربية “انتصارًا للدبلوماسية”. وعلى الصعيد الشعبي، خرجت مظاهرات احتفالية في غزة والضفة الغربية، تعبيرًا عن الأمل في مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.

الرئيس السيسي يستقبل الرئيس ترامب قبيل انطلاق قمة شرم الشيخ

من جهة اخرى استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية ضمت وفدي البلدين، قبل افتتاح ورئاسة “قمة شرم الشيخ للسلام”. وأشاد الرئيس السيسي بالعلاقات الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة، مثمنًا رؤية الرئيس ترامب لإنهاء النزاعات العالمية، ودوره في وقف الحرب في غزة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية والتعاون في تحقيق السلام الإقليمي، حيث أكد الرئيس السيسي التزام مصر بتنفيذ “خطة ترامب” لإنهاء الحرب، ودعا لدعم مؤتمر إعادة إعمار غزة. من جانبه، عبّر الرئيس ترامب عن تقديره لمصر قيادةً وشعبًا، مؤكدًا التزام بلاده بدعم التنمية والتكامل في المنطقة، وتعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر، ودعمها في المؤسسات المالية الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى