تقارير وتحقيقاتمصر
الطبعة الملكية لموسوعة “وصف مصر”: كنز نابليون الذي وثّق الحضارة المصرية

كتب -سيد غريب
في قلب أحد المتاحف، يقف الباحث أيمن زكي بجوار نسخة نادرة من موسوعة “وصف مصر”، تلك الموسوعة التي تُعد من أعظم المشاريع التوثيقية في تاريخ المعرفة الإنسانية. إنها ليست مجرد كتب، بل مرآة بانورامية ضخمة تعكس تفاصيل الحياة المصرية في مطلع القرن التاسع عشر، كما رآها علماء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت.
حين أمر نابليون بتوثيق مصر
بعد حملة نابليون على مصر عام 1798، أمر بإنشاء مشروع موسوعي ضخم لتوثيق كل ما رآه الفرنسيون من حضارة وطبيعة وشعب. شارك في إعداد الموسوعة أكثر من 160 عالمًا ومهندسًا وفنانًا من نخبة علماء فرنسا، في تخصصات متعددة شملت الآثار، الجغرافيا، الطب، الهندسة، الفنون، وعلم الحيوان والنبات.
محتوى الموسوعة: مصر كما لم تُرَ من قبل
- تتكون الموسوعة من 20 مجلدًا رئيسيًا، بعضها مخصص للصور والرسوم التوضيحية.
- توثق العمارة الفرعونية، القبطية، والإسلامية، إلى جانب الحياة اليومية، الزراعة، النيل، الحيوانات والنباتات، والعادات والتقاليد.
- تُعد مرجعًا علميًا وثقافيًا استثنائيًا، يستخدمه الباحثون حتى اليوم في الدراسات الأكاديمية.
المواصفات الفنية: الحجم الملكي الذي يدهش العيون
- ارتفاع المجلد الواحد يصل إلى 110 سم، وعند فتحه يمتد عرضه لأكثر من 150 سم.
- يزن ما بين 10 إلى 12 كجم، ويحتوي على 350 إلى 450 صفحة من الورق الفاخر.
- الطبعة الأولى صدرت بالفرنسية عام 1809، وكانت مخصصة للمكتبات الملكية والجامعات الكبرى.
الندرة والقيمة: نسخة تحت الحراسة
- عدد النسخ الكاملة في العالم محدود للغاية، وتُعرض بعضها في متاحف عالمية تحت حراسة خاصة.
- النسخة التي وقف بجوارها الباحث أيمن زكي تُعد من هذه الكنوز النادرة، وتُعامل كقطعة أثرية لا تُقدّر بثمن.