“أقوى يهودية أمريكية”…. المرأة التي أسرف ترامب في مدحها…من هي؟

متابعة /هاني حسبو.
عن المرأة التي أسرف ترامب بمدحها في خطاب “الكنيست”.. وعن الدلالة..
إنها المليارديرة الأمريكية اليهودية (ميريام أديلسون)، أرملة الملياردير شيلدون أديلسون، والذي أسس صحيفة اليمين في “الكيان”؛ “إسرائيل اليوم”، وورثتها هي عنه.
وصفتها الكاتبة الإسرائيلية ميكي ليفين في مقال بـ”معاريف” بأنها “أقوى يهودية أمريكية”، وأنها “المقرّبة من الرئيس التي كانت تهمس في أذنه على مدار العامين الماضيين”، وأنها “مصدر إلهام الملايين، وبوليصة تأمين الرئيس ترامب لدولة إسرائيل، ورمز اليهود الأمريكيين والإسرائيليين الصالحين حول العالم، والمرأة المحورية التي أعادت الرهائن في الاتفاق السابق والحالي، والتي أقنعت ترامب بوضع كل ثقله لإعادتهم”.
أضافت ليفين:
في خطابه في الكنيست، أشاد ترامب بحبّها لإسرائيل وثروتها الطائلة: “أعتقد أن ميريام وشيلدون (طليقها المتوفى) حضرا في البيت الأبيض أكثر من أي شخص آخر. لديها 60 مليار دولار في البنك، وربما أكثر إذا سألتها. إنها تحبّ إسرائيل حقّا. عندما سألتها من تحبّ أكثر، الولايات المتحدة أم إسرائيل، رفضت الإجابة. أتساءل ماذا يعني ذلك؟”.
العبارة الأخيرة في كلام ترامب ليست عفوية أبدا، بل هي جزء من طريقته في الحديث. يُسرف في المديح، ثم يرمي كلمة مقصودة، وإن بدت خارج السياق.
لقد أراد القول إنها تحبّ “إسرائيل” أكثر من أمريكا، وهو ما سبق أن قاله عن صهره جاريد كوشنر. وهذه “القفشات” هي ما دفعت صهاينة كُثر في أمريكا إلى وصفه بأنه “لا ساميٌ بالفطرة”، وفق تعبير أحدهم.
الحقّ أنه عنصري بالفطرة.. ضد اليهود وكلّ الأقليات، أي ضدّ كل من هُم خارج فئة “البيض البروتستانت” التي منحته الزعامة حين شعرت أنها باتت برسم التهميش داخل البلد الذي ترى نفسها سيّدته.
ما يعنينا هنا أكثر من أي شيء آخر، هو التذكير بسلاح “الكيان” الأقوى في الخارج، ولا سيما أمريكا التي تؤوي أكثر بقليل من 40% من تعدادهم في العالم، بما فيه “الكيان”، إضافة إلى عدد من دول الغرب المهمّة مثل فرنسا وكندا وبريطانيا وأستراليا.
حين يقول ترامب إن ولاء “أديلسون” هو لـ”كيانها” أكثر من أمريكا (تبرّعت بـ150 مليون دولار لحملته الانتخابية)، وكذلك الحال فيما خصّ كوشنر وويتكوف، في وقت يتصاعد الرفض وسط أنصاره (فضلا عن الآخرين) ضد نفوذ الصهاينة وتقديم مصالح “كيانهم” على مصالح أمريكا، فنحن أمام محطّة بالغة الأهمية تسبّب بها “الطوفان” وحرب الإبادة التالية.
لا يعرف السياسة من لا يدرك ما يعنيه ذلك من تأثير جوهري على مجريات صراعنا مع المشروع الصهيوني.
لعنة دماء أطفالنا مع بطولات شعبنا ستطاردهم حتى النهاية الحتمية، بإذن الله.
مختارة من حساب ياسر الزعاترة على منصة x.