الصراط المستقيم

الإلحاح في الدعاء: مفتاح الإجابة الذي يغفل عنه الكثيرون

إعداد / وليد على
الإلحاح في الدعاء: مفتاح الإجابة الذي يغفل عنه الكثيرون

في عالم يموج بالهموم والابتلاءات، يلجأ الإنسان إلى الدعاء طلبًا للفرج والرحمة. لكن كثيرًا ما يغفل الناس عن أحد أعظم أسباب إجابة الدعاء: الإلحاح على الله وتكرار الطلب. فالدعاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو تعبير عن التعلق بالله، والثقة برحمته، والاستمرار في طرق باب السماء حتى يُفتح.

معنى الإلحاح في الدعاء

🔹 الإلحاح هو الإقبال على الله بقلب خاشع، وتكرار الدعاء دون ملل أو انقطاع، مع اليقين بأن الله يسمع ويستجيب.

🔹 هو أن لا يكتفي الداعي بطلبه مرة واحدة، بل يكرره مرارًا وتكرارًا، في كل وقت وحين، حتى يتحقق المراد.

هدي النبي ﷺ في الإلحاح

 كان النبي ﷺ خير قدوة في الإلحاح بالدعاء، فقد ثبت عنه أنه كان يكرر دعاءه ثلاثًا، وأحيانًا خمسًا، بل سبع مرات:

  • في حديث عائشة رضي الله عنها، لما سُحر النبي ﷺ، قالت: “دعا رسول الله ﷺ ثم دعا ثم دعا” رواه البخاري ومسلم.
  • وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “كان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا” رواه مسلم، وقال النووي: “فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثًا”.
  • وفي دعائه لقبيلة أحمس، دعا النبي ﷺ خمس مرات بالبركة، كما في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، رواه البخاري ومسلم.
  • وعن عثمان بن أبي العاص، أنه شكا وجعًا، فقال له النبي ﷺ: “ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: باسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر” رواه مسلم.

أقوال العلماء في فضل الإلحاح

 قال ابن القيم رحمه الله: “ومن أنفع الأدوية: الإلحاح في الدعاء” من كتابه “الدواء والدواء”.

 وقال مورق في كتاب الزهد للإمام أحمد: “ما وجدت للمؤمن مثلاً في إلحاحه على ربه إلا كرجل في البحر على خشبة، يدعو: يا رب يا رب، لعل الله أن ينجيه.”

دعاء ختامي

 اللهم وفقنا لدعائك على الوجه الذي يرضيك عنا، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اقرء ايضاً
باب الصراط المستقيم

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى