استخفاف بالقسم البرلماني.. هل يُستهان باليمين الدستورية؟

بقلم: الباحث السياسي شريف زيد
في الجلسة الإجرائية الأولى للفصل التشريعي الثاني لمجلس الشيوخ، أثارت أخطاء بعض النواب أثناء أداء القسم البرلماني موجة من الجدل، بل وصلت إلى حد السخرية على منصات التواصل الاجتماعي. مشهد بدا للبعض وكأنه استخفاف باليمين الدستورية، وسوء تقدير لموقف يحمل رمزية دستورية وأخلاقية بالغة.
القسم ليس شكليًا… بل التزام دستوري
أداء القسم البرلماني ليس رفاهية أو مجرد إجراء شكلي لتكملة الصورة القانونية، بل هو فعل دستوري له أصول وقواعد صارمة. القسم هو تعهد علني أمام الشعب، يُنقل عبر وسائل الإعلام، ويُشهد عليه الحاضرون، ويُعد شرطًا أساسيًا لاكتساب العضو صفته النيابية، سواء كان منتخبًا أو معينًا.
القسم… بين النص الدستوري والالتزام الأخلاقي
القسم البرلماني ليس تقليدًا روتينيًا أو بروتوكوليًا كما يظن البعض، بل هو التزام أخلاقي ومهني يُجسد احترام النائب للدستور والقانون. وتؤكد اللوائح الداخلية للمجالس النيابية على ضرورة الالتزام التام بالنص المكتوب دون أي تجويد أو ارتجال، لضمان مطابقة القسم لما ورد في نص الدستور.
دعوة للتصحيح والانضباط
ما حدث في الجلسة الافتتاحية يجب أن يكون جرس إنذار، يدعو إلى مراجعة آليات التحضير لمثل هذه اللحظات الرسمية، وتأكيد أهمية التدريب المسبق للنواب الجدد على البروتوكولات الدستورية، حفاظًا على هيبة المؤسسة التشريعية واحترامًا لرمزية القسم.