وضوح التعليمي

المُعلم والكرسي المعلّق: درس في فن الحياة قبل العلم

من اختيارات الخبير التربوي ا.د. عبد الباقي أبو زيد 

 

في مشهد غير مألوف داخل أحد الفصول الدراسية، دخل الأستاذ ليجد الكرسي معلقًا في السقف. لم يغضب، لم يصرخ، بل ابتسم. ثم كتب على السبورة اختبارًا غير تقليدي، كشف من خلاله أن التعليم لا يقتصر على المعادلات والزوايا، بل يمتد ليشمل القيم، السلوك، وفن الحياة.

 اختبار غير متوقع… بثلاثة أسئلة فقط

كتب الأستاذ على السبورة:

اختبار – 15 دقيقة، 30 درجة

السؤال 1: احسب المسافة بين الكرسي والأرض بالسنتيمتر. (درجة واحدة) السؤال 2: احسب زاوية ميل الكرسي من السقف مع إظهار خطوات الحل. (درجة واحدة) السؤال 3: اكتب اسم الطالب الذي علّق الكرسي في السقف، وأسماء زملائه الذين ساعدوه. (28 درجة)

الرسالة كانت واضحة: الامتحان الحقيقي ليس في الفيزياء، بل في الصدق، المسؤولية، والانتماء.

 كشف الفاعل… والدرس الأهم

نجح الأستاذ في معرفة الطالب الذي علّق الكرسي، ومن ساعده. لم يكن الهدف العقاب، بل التوجيه. فالمعلم لا يعلّم فقط العلوم، بل يعلّم كيف نكون بشرًا، وكيف نتحمل نتائج أفعالنا.

 احترام المعلم… قيمة لا تُقاس بالدرجات

هذه القصة تلخص فلسفة تربوية عميقة: أن احترام المعلم، والصدق في التعامل، والقدرة على تحمل المسؤولية، هي من أهم سمات الطالب الناجح. فالمعلم هو من يزرع القيم قبل أن يشرح القوانين.

هذا المعلم وأمثاله هو من يقصدهم أمير الشعراء فصيدته الخالدة والتي يقول فيها :

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى