شئون عربيةالسعوديةفلسطين

التطبيع السعودي الإسرائيلي بين المصالح الجيو سياسية ومقاومة صهينة المنطقة

تصريحات دبلوماسي أمريكي رفيع تعيد الملف إلى الواجهة وسط تحولات إقليمية متسارعة

 

كتب – هاني حسبو 

منذ أكثر من عقد، تتكرر التوقعات بشأن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، لكن دون ترجمة فعلية على الأرض. اليوم، تعود هذه التوقعات بقوة، مدفوعة بتصريحات أمريكية وتحليلات إعلامية، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت الظروف قد نضجت فعلاً لتحقيق هذا التحول الجيوسياسي الكبير. فهل نحن أمام لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة؟

 تصريحات أمريكية: تقارب وشيك قبل الانتخابات الإسرائيلية

نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى قوله:

“في العام المقبل، وربما حتى قبل الانتخابات الإسرائيلية، سيبدأ تقارب حقيقي بين إسرائيل والسعودية”. وأضاف: “الأمر ليس مقامرة، بل مصالح جيوسياسية واقتصادية، ما كان ينبغي أن يحدث منذ زمن بعيد سيحدث قريبًا”.

هذه التصريحات تعكس قناعة أمريكية بأن التطبيع لم يعد مجرد احتمال، بل مسار حتمي تدفعه المصالح الاستراتيجية للطرفين.

 هل تغيرت المعادلة الإقليمية؟

رغم تكرار هذه الرواية منذ سنوات، فإن السياق الحالي يبدو مختلفًا. فخطر “صهْينة المنطقة” وتصفية القضية الفلسطينية بات أكثر إلحاحًا من التهديد الإيراني، الذي دخل مرحلة دفاعية بعد تطورات مثل سقوط بشار الأسد والصدامات الأخيرة مع إسرائيل.

المنطق السياسي يشير إلى أن الأسباب التي حالت دون التطبيع سابقًا لا تزال قائمة، بل أصبحت أكثر وضوحًا، ما يثير الشكوك حول جدية هذه التوقعات الجديدة.

 الموقف السعودي الرسمي: لا تطبيع دون دولة فلسطينية

المملكة العربية السعودية، وعلى لسان مسؤوليها، أكدت مرارًا أن التطبيع مع إسرائيل لن يتم دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الموقف يتماشى مع مبادرة السلام العربية التي أُطلقت عام 2002.

لكن الضغوط الدولية، والتغيرات في أولويات بعض الدول العربية، قد تضع هذا الموقف أمام اختبارات صعبة في المرحلة المقبلة.

 تحديات التطبيع: بين “الثور الهائج” والمنطق العروبي

التعامل مع إسرائيل في ظل سياساتها الحالية يشبه، وفق تعبير المقال، “التعامل مع ثور هائج”. فمطالبها لا تنسجم مع الحد الأدنى من المنطق العروبي أو الإسلامي، خاصة في ظل استمرار الاحتلال، وتوسيع الاستيطان، ورفض أي حل عادل للقضية الفلسطينية.

ومع ذلك، فإن الأوضاع الدولية الراهنة قد تفتح نوافذ لتفاهمات جديدة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر.

 المقاومة الشعبية: البديل إذا فشلت الأنظمة

إذا فشلت التفاهمات الرسمية في التصدي لمشروع صهْينة المنطقة، فإن الشعوب قد تتحرك، حتى لو كانت الكلفة باهظة. فالتاريخ أثبت أن الرفض الشعبي قادر على قلب المعادلات، كما حدث في محطات مفصلية سابقة.

مواجهة هذا المشروع تتطلب حدًا أدنى من التوافق العربي والإقليمي، وإلا فإن البديل سيكون حراكًا شعبيًا قد يتخذ أشكالًا غير تقليدية.

 أسطورة “الطوفان” ووقف التطبيع

يختم المقال بالإشارة إلى أسطورة يروّجها بعض الصهاينة والمتصهينين، مفادها أن هدف عملية “الطوفان” كان وقف التطبيع السعودي. بينما الحقيقة، كما يشير المقال، أن الإعداد للعملية كان سابقًا بكثير لظهور فكرة التطبيع الأخيرة، ما ينفي هذه الرواية من أساسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى