السودان

الخرطوم ترفض المساواة مع الدعم السريع

السودان ينتقد بيان الاتحاد الأوروبى ويدعو لاحترام سيادته

كتبت – د. هيام الإبس

 

الخرطوم ترفض المساواة مع الدعم السريع

عبرت وزارة الخارجية السودانية عن استيائها من موقف مجلس الاتحاد الأوروبى بشأن الأزمة المستمرة فى السودان، واصفة إياه بـ”التناول غير الموفق” الذى يتجاهل الانتهاكات الخطيرة التى ترتكبها قوات الدعم السريع، خاصة فى مدينة الفاشر.

جاء ذلك فى بيان رسمى صدر الأربعاء، حيث انتقدت الوزارة ما سمته ازدواجية المعايير التى يعتمدها الاتحاد الأوروبى، معتبرة أن هذه المعايير تخدم المصالح السياسية للدول الأعضاء على حساب مبدأ السلام والاستقرار فى السودان.

موقف الاتحاد الأوروبى
كان مجلس الاتحاد الأوروبى قد أصدر بياناً يدين استمرار الصراع فى السودان، محذراً من تداعياته على وحدة البلاد واستقرارها، ومجدداً رفضه لأى محاولات لتقسيم السودان.
ودعا المجلس الجيش السودانى وقوات الدعم السريع إلى الانخراط فى مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سلام شاملة، مشدداً على عدم اعترافه بأى سلطة لا تنبثق عن انتقال سياسى مدنى شامل.

اتهامات السودان بتجاهل الانتهاكات فى الفاشر
رداً على بيان الاتحاد الأوروبى، اتهمت وزارة الخارجية السودانية المجلس بتجاهل متعمد لاستمرار حصار قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر، واستخدامها أساليب التجويع والتشريد القسرى والعنف الممنهج ضد المدنيين، بمن فيهم النساء وكبار السن والأطفال.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الانتهاكات تتناقض مع قرارات دولية وإقليمية، من بينها قرار مجلس الأمن رقم 2736 الصادر عام 2024، معتبرة أن الاتحاد الأوروبى كان يجب أن يضغط على قوات الدعم السريع لتنفيذ هذه القرارات بدلاً من المطالبة بهدنة تمنح المليشيا فرصة لإعادة تنظيم صفوفها.

جهود الحكومة السودانية المغفلة
أكد البيان أن الاتحاد الأوروبى أغفل الإشارة إلى الجهود التى تبذلها الحكومة السودانية لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة، مما يعكس التزام السودان بمسؤولياته تجاه شعبه، ويتناقض مع الصورة السلبية التى حاول المجلس الأوروبى تقديمها.

ونددت الوزارة بما وصفته بمحاولة إعادة إنتاج قوات الدعم السريع فى “ثوب سياسى جديد” يمنحها شرعية غير مستحقة ويفتح المجال لانخراطها مع الفاعلين الإقليميين والدوليين، رغم سجلها الحافل بالانتهاكات.

رفض المساواة بين الحكومة والمليشيا
أعلنت وزارة الخارجية أن الحكومة السودانية ترفض أى عملية سياسية تساوى بينها وبين قوات الدعم السريع التى وصفتها بـ”المليشيا الإرهابية العنصرية”. وحذرت من أن مثل هذه المساواة قد تؤدى إلى استنساخ تجارب سابقة استغلت فيها المليشيا المواقف الدولية لكسب الوقت وتجنيد المرتزقة تحت غطاء وقف إطلاق النار.

دعوة للحوار وفق المبادئ الوطنية
على الرغم من الانتقادات الحادة، جددت وزارة الخارجية السودانية استعداد الحكومة لمواصلة الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبى، بشرط أن يكون مبنياً على احترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه. وأكدت الوزارة أن الأمن والاستقرار وحقوق الشعب السودانى هىٓ المرجعية الأساسية لأى تواصل سياسى مع الأطراف الدولية، مع التأكيد على عدم القبول بأى شكل من أشكال شرعنة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى