بعد مجازر الفاشر.. تنسيق دبلوماسى مكثف بين القاهرة وواشنطن لاحتواء التصعيد فى السودان

كتبت – د. هيام الإبس
بعد مجازر الفاشر.. تنسيق دبلوماسى مكثف بين القاهرة وواشنطن لاحتواء التصعيد فى السودان
أكدت مصر والولايات المتحدة أهمية التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي ومسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكى للشؤون العربية والإفريقية، في إطار مشاورات دبلوماسية مكثّفة لاحتواء الأزمة المتصاعدة في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي إن عبد العاطى شدد خلال الاتصال على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، بما يصون مقدرات الشعب السوداني ويحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار، وبحسب البيان، اتفق الطرفان على استمرار التنسيق بين القاهرة وواشنطن لدعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء النزاع المسلح.
الوضع الميدانى فى السودان
يأتى هذا التحرك الدبلوماسى في أعقاب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية، وفي موقف متزامن، دعت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع إلى حماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية تسمح بإيصال الإغاثة وتوفير ملاذ آمن للمتضررين.
وقال مسعد بولس عبر منصة “إكس” إن “التحرك الفوري مطلوب لحماية المدنيين، والحد من مزيد من المعاناة في الفاشر”، داعياً قيادة الدعم السريع إلى إصدار تعليمات واضحة وعلنية لقواتهم لضمان سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنسانى.
من جانبه، برر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان انسحاب الجيش من المدينة بما سماه “عمليات تدمير وقتل ممنهج” ضد المدنيين.
الملف الليبي على طاولة المباحثات
إلى جانب السودان، ناقش الجانبان التطورات في ليبيا، وأكدا أهمية توحيد المؤسسات الليبية تمهيداً لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، باعتبارها خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار السياسي وإنهاء الانقسام الداخلى.
كما شدد الطرفان على دعم الجهود التي تقودها البعثة الأممية للتوصل إلى حل سياسي شامل، يضمن توافق الأطراف الليبية، ويعيد مؤسسات الدولة إلى مسارها الطبيعي.
استمرار التشاور والتنسيق
واختتم البيان بالتأكيد على استمرار التنسيق المصرى–الأمريكى بشأن الأزمات الإقليمية، وخاصة في السودان وليبيا، في ضوء المساعي الدولية لوضع حدّ للتصعيد العسكرى وتهيئة الظروف لحوار سياسى يضمن أمن واستقرار المنطقة.



