الاتحاد الأوروبى يعرب عن قلقه من أحداث العنف عقب انتخابات الرئاسة بالكاميرون

كتبت – د. هيام الإبس
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء أعمال العنف التي شهدتها الكاميرون عقب الانتخابات الرئاسية التي أعلنت نتائجها في 27 أكتوبر 2025، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى بين المدنيين خلال احتجاجات شهدتها البلاد.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، في بيان رسمي، إن بروكسل أخذت علماً بإعلان المجلس الدستوري نتائج الانتخابات، مشدداً على أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والكاميرون تقوم على أسس الشراكة المتينة التي ينظمها اتفاق ساموا، والذي يؤكد مبادئ الحكم الرشيد، والديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وأكد البيان أن الاتحاد الأوروبي يتابع بقلق بالغ القمع العنيف للمظاهرات الأخيرة، داعياً السلطات الكاميرونية إلى فتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في الاستخدام المفرط للقوة وانتهاكات حقوق الإنسان، كما طالب بـ الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفياً منذ الانتخابات.
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف السياسية والاجتماعية في الكاميرون إلى ضبط النفس والامتناع عن أي تصرفات قد تُفاقم التوترات، وحثهم على الانخراط في حوار بناء يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية، وتعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد.
وقد فجر إعلان المجلس الدستوري فوز الرئيس الكاميروني بول بيا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بحصوله على 53.66% من الأصوات، موجة من التوترات والعنف في المدن، خاصة بعد رفض منافسه الرئيسي وصاحب المركز الثاني “عيسى تشيوما بكاري” النتائج المعلنة ودعوته الكاميرونيين للتظاهر لرفض التزوير.
وبحسب تقرير لإذاعة فرنسا الدولية (RFI)، تسود حالة من التوتر مدن غاروا ودوالا، حيث عطل سكان الأخيرة حركة المرور واندلعت احتجاجات متصاعدة، بينما عاد الهدوء الحذر لغاروا، بعد حالة من العنف عرفتها أمس الإثنين، لكن الشركات والمدارس ظلت مغلقة في غالبية الولايات.
مرشحو الرئاسة.. رفض واعتراف
ورغم الدعوات للتظاهر رفضاً للنتائج، التي أطلقها مرشح المعارضة الحاصل على أكثر من 30% من الأصوات، عيسى تشيروما بكاري، اعتقلت السلطات عدداً من مساعديه وتم وضعهم رهن الاعتقال في محاولة لتطويق موجة الاحتجاجات.
واستعرض التقرير ردود فعل المرشحين الخاسرين، فقد رفض المرشحان عيسى تشيوما بكاري، وباتريشيا هيرمين توماينو ندام نجويا، النتائج التي أعلنها المجلس الدستوري.
أما مرشحة حزب الاتحاد من أجل التغيير الديمقراطي، التي حلت خامسة، فقالت إن هذه النتائج “لا تعكس إرادة الشعب، بل تعكس نظامًا انتخابيًا ضعيفًا، يقوضه التزوير والتلاعب”، ودعت الكاميرونيين إلى التعبير عن آرائهم سلميًا، وطالبت السلطات باحترام حق الاحتجاج.
بدوره، اعترف كابرال ليبي، الذي جاء ثالثاً بنسبة 3.41% من الأصوات، بالنتائج المُعلنة، وهنأ الرئيس الفائز دون أن يذكر اسمه صراحة، وطالب أنصاره بتوجيه اهتمامهم إلى الانتخابات البلدية والتشريعية العام المقبل.





