السودان

البرهان يلغي زيارته لافتتاح المتحف المصري الكبير وسط تصاعد “مروع” لأزمة دارفور

كتبت – د. هيام الإبس

 

كشفت مصادر صحفية سودانية، اليوم الخميس، أن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان اعتذر عن زيارة كانت مقررة إلى جمهورية مصر العربية للمشاركة في مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير، ضمن فعالية رسمية رفيعة المستوى كان من المنتظر أن يحضرها عدد من القادة العرب والأفارقة.

ووفقًا للتقارير المحلية، فإن قرار البرهان بالاعتذار عن الزيارة جاء على خلفية تصاعد الانتهاكات الإنسانية الخطيرة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي وصفتها تقارير حقوقية بأنها “مروّعة”، وسط مطالبات دولية متزايدة بفتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.

وأكدت المصادر أن الحكومة السودانية قررت تعليق جميع مشاركاتها الخارجية، بما في ذلك المؤتمرات والفعاليات الدولية، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة سياسية تشير إلى تركيز القيادة السودانية على معالجة الأوضاع الداخلية المتدهورة، خاصة في ظل اتساع رقعة القتال في إقليمي دارفور وكردفان.

ويرى محللون أن هذه الخطوة تعكس إدراكاً رسمياً لحساسية المرحلة الراهنة، حيث تواجه البلاد تصعيداً عسكرياً واسعًا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مع تزايد المخاوف من انزلاق الوضع الإنساني نحو مزيد من التدهور في المناطق الغربية.

ويأتي اعتذار البرهان عن الزيارة في وقت تشهد فيه الخرطوم وضواحيها توتراً سياسيًا وأمنيًا متزايدًا، وسط تحركات ميدانية للقوات المسلحة نحو محاور القتال في غرب البلاد، في حين تواصل المنظمات الإنسانية التحذير من تفاقم الكارثة الإنسانية ونقص الإمدادات في مناطق النزاع.

ويؤكد مراقبون أن تعليق الأنشطة الدبلوماسية الخارجية قد يهدف إلى توجيه رسالة للمجتمع الدولي بأن الخرطوم باتت تعتبر “الأولوية القصوى” هي استعادة الأمن والاستقرار الداخلي، في وقت تواجه فيه الحكومة السودانية ضغوطاً مكثفة لاتخاذ موقف واضح من الانتهاكات التي تهدد وحدة الدولة ومستقبلها السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى