دعوات إلى وقف فورى للتدخل الخارجى فى السودان وحماية المدنيين

كتبت – د. هيام الإبس
دعت رئيسة لجنة النقل والصناعة والاتصالات والطاقة والعلوم والتكنولوجيا بالبرلمان الإفريقي، بهجة العمالي، إلى وقف فوري لكل أشكال التدخل الخارجي في السودان، وحماية المدنيين مع فتح ممرات إنسانية آمنة دون قيود أو مواقف انتقائية، وتناولت خلال حلقة نقاش للبرلمان الإفريقي حول “حالة السلم والأمن ودور البرلمانات”، الوضع المأساوي الذي يشهده السودان، حيث “وجهت نداء إلى الضمير الإفريقي والعربي والإنساني للتحرك العاجل”.
ولفتت العمالي في مداخلتها، إلى أن “السودان، صار اليوم مسرحاً لأبشع الجرائم والانتهاكات بعد ما كان مهداً للكرامة والعزة والحضارة”، مستعرضة “ما يعانيه المدنيون من قتل وتشريد واغتصاب لحقوقهم أمام صمت دولي مريب”.
وأضافت، أن السودان تحول إلى “جرح مفتوح بفعل الحرب الدائرة هناك، والتي جاءت نتيجة لتدخلات خارجية وقوى استثمرت في تفتيت هذا البلد من أجل مصالحها الخاصة دون اعتبار للضحايا”، داعية إلى “ضرورة رفع الصوت لإحياء الضمير الإفريقي والعربي والإنساني وإعادة السودان إلى حرية قراره وسيادته وجعل أرضه ساحة لحياة أبنائه لا لمصالح الآخرين”.
وطالبت العمالي بـ”وقف فوري لكل أشكال التدخل الخارجي، وفتح تحقيق دولي شفاف حول تدفقات السلاح والمال إلى السودان”، كما دعت إلى “حماية فورية للمدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة دون قيود أو مواقف انتقائية”.
جوتيريش يدعو إلى الوقف الفورى للأعمال القتالية فى السودان
فى السياق ذاته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش”، إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية في السودان، ودعا الجانبين إلى القدوم إلى طاولة التفاوض.
و أشار “جوتيريش” خلال مشاركته في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة، إلى الأزمة المروعة في السودان التي تخرج عن نطاق السيطرة، وقال: “على مدى أكثر من 18 شهراً، كانت الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دافور، بؤرة المعاناة والجوع والعنف والنزوح، ومنذ دخول قوات الدعم السريع إلى الفاشر الأسبوع الماضي، يتدهور الوضع يوما بعد الآخر”.
وأوضح “جوتيريش” أن مئات آلاف المدنيين عالقون في الحصار، المفروض على الفاشر- عاصمة ولاية شمال دارفور، وقال إن الناس يموتون بسبب سوء التغذية والأمراض والعنف.
وأشار إلى ارتكاب قوات الدعم السريع، انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وشن هجمات عشوائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات، والحوادث المروعة للعنف القائم على النوع الاجتماعي وعلى أساس العرق، والإعدامات الواسعة منذ دخول قوات الدعم السريع إلى الفاشر.
وجدد الأمين العام دعوته للوقف الفوري لهذا العنف “الذي لا يمكن تصوره”، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعاجل وبدون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين إليها، ووقف تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان والذي يفاقم الوضع الصعب.
كما شدد “جوتيريش” على ضرورة الوقف الفوري للأعمال القتالية، وقال: “تعالوا إلى طاولة المفاوضات، ضعوا حداً لكابوس العنف هذا – الآن. لقد حان الوقت للسلام”.
احترام سيادة السودان ووحدته الإقليمية أمر غير قابل للمساومة
فى الأثناء، أكد السفير الفرنسي لدى السودان السفير بيرتراند كوشرى، إدانة بلاده لجرائم الحرب التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مدينتي الفاشر وبارا.
وأعرب كوشرى، خلال الاحتفال الذي نظمته رابطة اللغة الفرنسية ببورتسودان اليوم بمناسبة زيارة السفير والملحق الثقافي إلى البلاد، عن موقف فرنسا الداعم لاحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، مشدداً على أن احترام سيادة السودان ووحدته الإقليمية أمر غير قابل للمساومة، داعيًا إلى سودان موحد ومتصالح ومتحكم بمستقبله.
وأكد التزام فرنسا بالتعاون مع السودان في إجراء نقاشات بناءة، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، من أجل مستقبل يسوده السلام والاستقرار.
وأشار السفير الفرنسي إلى المأساة التي شهدتها الفاشر عقب دخول مليشيا الدعم السريع إليها، واصفا ما تبع ذلك بأنه “سلسلة جرائم وحشية ومقززة” في الفاشر وبارا وما حولهما.
وقال كوشري “ما نحتاجه اليوم هو إدانة الجرائم والانتهاكات والاغتصابات أينما ارتُكبت”، لافتًا إلى انتباه المجتمع الدولي بشكل أكبر إلى الحرب في السودان، مضيفا أنه “يجب ألا تكون حرب منسية”.
وأشار إلى تأخر وصول صوت السودان إلى العالم طوال عامين من الحرب، مبينًا أن جزءًا من المجتمع الدولي قد أدرك اليوم أن هناك حرباً في السودان بسبب ما حدث في الفاشر، معرباً عن أمله في أن تقف الحرب وضمان التدفق الحر للمساعدات الإنسانية في كل مكان، داعيًا إلى إقامة حوار وطنى سودانى سودانى.





