احدث الاخبار

منظمة العفو الدوليه .. السودان يشهد أكبر أزمة انسانيه فى العالم أطفال السودان فى قلب المجاعة و الموت

كتبت : د.هيام الإبس

بعد أكثر من عامين ونصف على اندلاع الحرب الإجرامية، فى السودان

و لا يزال النزاع محتدماً في ظلّ التطوّرات العسكريّة، يستمرّ الوضع المأساوي للأطفال والعائلات تفاقمًا على مختلف الصُّعد.

أوضاعٌ إنسانيّةٌ كارثيّةٌ يعانيها هؤلاء؛ من ارتفاع أعداد القتلى والمصابين في الهجمات، إلى تفشّي المجاعة والأمراض وانعدام المياه النظيفة وانهيار القطاع الصحّي، مرورًا بتهجير الملايين- مع معاناة البلاد من أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم- وصولاً إلى أزمة التعليم والعنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الجندريّ وتجنيد الأطفال على نطاقٍ واسع.

تزامن ذلك مع تحذير منظمة العفو الدولية من أن السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية فى العالم اليوم وأضافت المنظمة أن أكثر من 14 مليون طفل سودانى بحاجة إلى مساعدات إنسانية لمجرد البقاء على قيد الحياة. كذلك أكدت أن عشرات الآلاف من المدنيين قتلوا، وأكثر من 12 مليون شخص أجبروا على الفرار.

وشددت على أن قوات الدعم السريع تنفذ عمليات قتل من منزل إلى منزل وهجمات وحشية أخرى. وعزز الجيش السودانى انتشاره فى محيط مدينة بارا شمال كردفان، ولفت إلى أن 10 آلاف نازح من شمال دارفور وصلوا إلى “الدبّة حتى الآن.

وكانت مصادر عسكرية قد أشارت قبل أيام إلى أن الجيش أمّن مدينة الأبيض شمال كردفان، وطوّق مدينة بارا التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وتعدّ الأُبيض نقطة حيوية على الطريق الذى يصل الخرطوم بإقليم دارفور الذى أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها عليه الأسبوع الماضى بالسيطرة على الفاشر، آخر المعاقل الرئيسية للجيش فى الإقليم، وتعدّ الأبيض من أهم وأكبر مدن السودان، وتعدّ طريقاً رئيساً للإمدادات ومركزاً لوجيستياً وقيادياً.

وتشتهر بأكبر سوق للمحاصيل النقدية فى السودان، وبها أكبر بورصة للصمغ العربى فى العالم كما يمر عبرها خط أنابيب النفط الممتد من الجنوب نحو الشرق إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، وقد اتخذتها بعثة الأمم المتحدة فى السودان مقراً لقاعدتها اللوجيستية.

عروس الرمال
وتُعرف الأُبَيِّض لدى السودانيين بلقب “عروس الرمال”.

من جانبه، حذر السكرتير العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن “الأزمة المروعة” فى السودان “تخرج عن نطاق السيطرة”، مضيفاً أن الوضع يتدهور يوماً بعد يوم.

كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية من أن “الوضع الأمنى فى منطقة كردفان مستمر فى التدهور”.

ووثقت صحيفة “التليجراف” البريطانية أنهار الدم فى السودان على يد قوات الدعم السريع، فى محاولة لرصد الإبادة الجماعية المرتكبة فى مدينة الفاشر.

ووفقًا للصحيفة، ربما يكون عدد قتلى السودان فى الأسبوع الماضى أكبر من ضحايا حرب غزة، بعد أن حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر فى إقليم دارفور، مع انقطاع الإمدادات عن المدنيين العزل، ما اضطرهم إلى النزوح هرباً بأرواحهم من ساحات القتل المستعرة.

وتدلل صور الأقمار الصناعية على القبور والجثث، على سرعة قتل لا تُقارن إلا بالإبادة الجماعية فى رواندا، وفقاً لمختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة.

أطفالٌ مَنسيّون

على الرغم من تعاظم المأساة وتحطيم الأطفال في السودان «الأرقامَ القياسيّة» على مستوى العالم، فإنّ حقوقهم وقضيّتهم شبه منسيّة لا تحظى بالتغطية الإعلاميّة المطلوبة، وهي ضائعة بين ازدواجيّة المعايير. إنّ تضافر جهود مؤسسات الطفولة المبكّرة واستثمار الموارد بشكلٍ مشتركٍ وتوحيد الاستراتيجيّات تشكّل جميعها عاملًا حاسمًا في حماية أطفال السودان من المخاطر المتزايدة على مستوى الصحة والتعليم والمتابعة الصحية والنفسية- الاجتماعية والحماية من العنف والاستغلال، وهم اليوم في أشدّ الحاجة إلى ذلك.

ومنذ اندلاع الحرب فى 15 أبريل 2023 بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، قُتل آلاف المدنيين ونزح الملايين داخل السودان وخارجه، فيما لا تزال الجهود الإقليمية والدولية تواجه صعوبات فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو هدنة إنسانية مستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى