السودانشئون عربية

السودان: بابنوسة تتحول إلى “مدينة أشباح” بعد تصدي الجيش لهجوم الدعم السريع

كتبت – د.هيام الإبس

أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة بابنوسة الاستراتيجية في ولاية غرب كردفان، وسط تصاعد العمليات العسكرية وانهيار شبه تام للخدمات، ما دفع آلاف السكان إلى النزوح، في وقت عرضت فيه قوات الدعم السريع “خروجاً آمنًا” للجنود المتحصنين داخل مقر قيادة الفرقة 22 التابعة للجيش في المدينة.

أعلن الجيش السوداني أن الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة غرب كردفان تصدت فجر اليوم لهجوم عنيف شنه قوات الدعم السريع من عدة محاور، ما أسفر عن تكبيد المهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

تفاصيل الاشتباكات

بدأ الهجوم في ساعات الفجر الأولى، واستخدمت فيه قوات الدعم السريع أسلحة ثقيلة وخفيفة، مع محاولات للتسلل نحو مقر الفرقة.

أكد الجيش توسيع انتشاره في محيط المدينة، وتحييد قائد ميداني بارز يُدعى محمد صالح حمدو (أبو سليمان)، بالإضافة إلى تدمير مركبات قتالية تابعة للمهاجمين.

أوضحت القوات المسلحة أن المدينة شبه خالية من السكان بنسبة 100%، حيث نزح جميع المدنيين بسبب الاشتباكات المستمرة، وتحولت بابنوسة إلى ما وصفته القوات بـ”مدينة أشباح”.

الخلفية الاستراتيجية

تشهد بابنوسة حصارًا من قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، مع محاولات متكررة للسيطرة عليها كونها آخر معقل رئيسي للجيش في غرب كردفان، وممراً حيوياً يربط كردفان بدارفور والخرطوم.

ويأتي الهجوم بعد سقوط الفاشر في 26 أكتوبر 2025 وسيطرة الدعم السريع على معظم دارفور، ما دفعها للتوجه شرقاً نحو كردفان لتوسيع نفوذها.

في 4 نوفمبر، أسقطت قوات الدعم السريع طائرة شحن عسكرية من نوع إيل-76 كانت تنقل إمدادات للفرقة، فيما ينفي الجيش ويؤكد أن الحادث نجم عن عطل فني.

ردود الفعل

أكد الجيش السوداني صمود الفرقة وجاهزيتها، مع دعوات لتوفير دعم لوجستي عاجل لفك الحصار.

ولم يصدر الدعم السريع بيان رسمي فوري، لكن منصات مؤيدة نشرت مقاطع تظهر تقدماً، نفاها الجيش.

وأكدت غرفة طوارئ بابنوسة نزوحاً كلياً للمدنيين، مع مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية.

ويُعتبر هذا التصدي نجاحًا ميدانيًا للجيش السوداني في ظل الحصار الطويل، لكنه يعكس استمرار الاستنزاف في غرب كردفان، مع تهديدات محتملة بمهاجمة مدينة الأبيض في الأيام المقبلة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى