ليبيا

ليبيا وتشاد تشكلان تحالفاً عسكرياً جديداً للسيطرة على الساحل الإفريقي

كتبت – د.هيام الإبس

ليبيا وتشاد تطلقان قوة عسكرية مشتركة لتعزيز الأمن في الصحراء الكبرى ومواجهة الميشيليات والتهريب والفوضى فى الساحل الإفريقي

أعلن الجيش الوطني الليبي والقوات المسلحة التشادية عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة في خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن في المناطق الجنوبية الصحراوية. تأتي هذه المبادرة بعد جولات تفقدية واسعة أجراها نائب قائد الجيش، صدام خليفة حفتر، شملت المعابر الحدودية مع الجزائر والنيجر وتشاد والسودان ومصر، لتأكيد حضور ليبيا في مناطق شهدت فراغًا أمنيًا منذ سقوط نظام القذافي.

ويأتي الاتفاق في وقت تتراجع فيه القوى التقليدية في منطقة الساحل، بينما يتوسع نفوذ روسيا والإمارات العربية المتحدة، ما يجعل التعاون الليبي–التشادي ضرورة لإدارة تحركات الميليشيات والحد من شبكات التهريب والمهاجرين غير النظاميين.

ويمثل الاتفاق أهمية استراتيجية مزدوجة: ليبيا تسعى للسيطرة على تحركات الميليشيات التشادية في فزان، بينما تستفيد تشاد من مراقبة أفضل لتدفقات المهاجرين القادمة من السودان وتقليص نشاط شبكات التهريب العابرة للحدود.

ويعود تاريخ التعاون العسكري بين البلدين إلى الحرب الليبية–التشادية في الثمانينيات، التي شهدت صراعًا حول شريط أوزو وتأثيرًا مباشرًا على مسار الجنرال خليفة حفتر بعد أسر والده، ومع سقوط نظام القذافي، أصبحت المناطق الجنوبية الليبية قاعدة خلفية للميليشيات التشادية، ما أسهم في عدم استقرار انجمينا، خاصة بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي عام 2021 على يد حركة “فاكت” المتمردة المدعومة من الأراضي الليبية.

وتأتي هذه الخطوة أيضًا في ظل أزمة السودان ودارفور، حيث تصاعدت أعمال العنف بين الجيش وقوات الدعم السريع، الموروثة من ميليشيات الجنجويد، المدعومة إماراتيًا واستفادت من خطوط إمداد عبر شرق ليبيا، لتصبح الحدود الجنوبية الليبية نقطة حاسمة في حركة الأسلحة والأموال والذهب والمقاتلين.

إنشاء القوة المشتركة بين ليبيا وتشاد ليس مجرد اتفاق تكتيكي، بل محاولة لإعادة السيطرة على الصحراء، وتقليص النفوذ الفوضوي للميليشيات وشبكات التهريب، ووضع الجيش الليبي كحارس للأمن في منطقة تركها الفراغ منذ سقوط النظام السابق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى