مصر تحذر من استمرار الصراع فى السودان وتدعو لوقف شامل للحرب وبدء عملية سياسية عاجلة

✍️ كتبت – د. هيام الإبس
في ظل تصاعد الأزمة السودانية واستمرار معاناة الشعب، تواصل مصر تأكيد موقفها الثابت الداعم لوحدة السودان وصون مؤسساته الوطنية. وفي رسالة واضحة تحمل تحذيراً شديد اللهجة، شددت القاهرة على أن “الوقت ينفد في السودان”، داعية إلى وقف شامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية عاجلة تضمن الاستقرار والأمن للشعب السوداني.
الموقف المصري: دعم وحدة السودان واستقراره
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوداني محيي الدين سالم، ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السودانية. وشدد على أهمية تهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية تلبي تطلعات الشعب السوداني في الأمن والتنمية، مع التأكيد على أن مصر لن تتخلى عن دعم وحدة السودان وصون مؤسساته الوطنية.
الرباعية الدولية ودور مصر الفاعل
أوضح بيان وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تدعم التنفيذ الكامل لبيان الرباعية الدولية، التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، بهدف الدفع نحو وقف دائم وشامل لإطلاق النار. هذا الموقف يعكس حرص مصر على حماية وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية، باعتبارها الضمانة الأساسية للاستقرار.
اتصالات دولية لتعزيز الحل السياسي
في اتصال آخر مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، شدد عبد العاطي على أهمية تكثيف الدعم الدولي والإقليمي لإطلاق عملية سياسية شاملة ومستدامة في السودان. كما أكد ضرورة تعزيز الدعم الإنساني للشعب السوداني للتخفيف من معاناته، خاصة في ظل النزوح الجماعي ومعاناة نصف السكان من الجوع والأمراض.
الأزمة السودانية: واقع مأساوي
منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يعيش السودان أزمة إنسانية وسياسية خانقة. فقد نزح الملايين من السكان، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على إقليم دارفور بالكامل بعد استعادة مدينة الفاشر، بينما يسيطر الجيش على النصف الشرقي من البلاد. هذه التطورات تعكس خطورة الوضع وضرورة التحرك العاجل.
زيارة بورتسودان وتحذير مصري
خلال زيارته الأخيرة إلى بورتسودان في 11 نوفمبر الجاري، أدان عبد العاطي الفظائع والانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، داعياً إلى تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشعب السوداني ومؤسساته الوطنية. وأكد أن العملية السياسية المقبلة يجب أن تكون شاملة وتوفر بيئة آمنة للمشاركة السياسية، محذراً من استمرار الصراع الذي يهدد وحدة السودان ومستقبله.
خاتمة
مصر، عبر مواقفها وتحركاتها الدبلوماسية، تؤكد أن الحل في السودان يبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية عاجلة ومستدامة. فالوضع الإنساني والسياسي لا يحتمل المزيد من التأجيل، والوقت بالفعل ينفد، ما يستدعي تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإنقاذ السودان وحفظ استقراره ووحدة أراضيه.




