اللهم ردا جميلا.. فكانت دولة التلاوة

بقلم/ إيمان أبوالليل
في الماضي القريب، ذقت حلاوة الإيمان ـ رزقا من الله ـ، وتغذت روحي بجمال الصفاء والنقاء والرقي.
وكانت الدنيا وقتها، حلوة خضراء، ما ظننت يوما أن تفقدني الدنيا هذا الشعور وتلك الحالة الإيمانية.
ولأن الإيمان يزيد وينقص، كنت أهرول فورا لأعيد إلى نفسي الطاقة الإيمانية، وأعيد الإستماع إلى مجموعة الدار الآخرة للدكتور عمر عبدالكافي
ولكن بمرور الوقت، وضغوط الحياة، تعرضت لانتكاسة روحية أو إن شئتم، فلنقل انتكاسة إيمانية.
وكان ومازال لساني يلهث بأمنية القلب، أن يرده الله ردا جميلا.
فكانت دولة التلاوة
بهذا الحدث العظيم الرائع، سبحت روحي وحلقت من جديد، وكأن التائه عاد، والمريض شفاه الله، ورد الله إلى نفسي حلاوة الإيمان التي تاهت وسط دروب السنين.
مصر حقا أم الدنيا
أكدت مصـــر للعالم بأن مصر حقا أم الدنيا باحتوائها لجميع الحضارات سواء المصرية القديمة والتي تجلت في افتتاح المتحف المصري الكبير ، أو حضارتها الإسلاميــة بانطلاق برنامج “دولة التلاوة”، وليس بغريب لدولة التلاوة أن يتجلى الله عليها.
الإيمان يزيد وينقص
الإيمان هو أساس الدين، نور يضيء القلب، وطمأنينة تسكن الروح، فهو كالنبتة التي تحتاج إلى رعاية واهتمام لتنمو وتزهر.
قال الله تعالى:
“إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” (الأنفال:٢).
يزيد الإيمان بالطاعات وذكر الله، وينقص بالغفلة والمعاصي، فكلما تقربنا إلى الله بفعل الخيرات وتلاوة القرآن، وأخلاق الإسلام، زاد إيماننا، وكلما ابتعدنا عن أوامر الله ووقعنا في الذنوب، نقص إيماننا.
كيف يزيد الإيمان؟
“وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا”
(الأنفال: 2).
تدبر آيات الله وتلاوتها بالطريقة الصحيحة، يعزز الإيمان والشعور بالطمأنينة.
“أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد: 28).
ولا يغيب عن الجميع بأن الصلاة هي مفتاح التقرب إلى الله، والمحافظة على الصلاة والذكر يزيد الإيمان في النفس، ويجلي القلب من هموم الدنيا.
ومرافقة المؤمنين والصحية الصالحة، تثبت قدمك وتحميها من الإنزلاق بعد الثبوت
“وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ” (الكهف: 28).
الغفلة ومصاحبة رفاق السوء تنزع الإيمان من القلب، وتورث الضيق
“وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ” (الحشر: 19).
والانشغال في الدنيا الزائفة يغرق في الذنوب والمعاصي دون أن تشعر
“كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (المطففين: 14).
“أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ”، (الجاثية: 23).
إذا كيف نعود إلى طريق الإيمان؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار”(متفق عليه).
وقال الله “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).
العودة إلى الله بالتوبة الصادقة، والعمل الصالح تمحو الذنوب وتزيد الإيمان
“وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ” (محمد: 17).
“قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ”
(آل عمران: 31).
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم يورث حب الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:”ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا”. (رواه مسلم).
الإيمان رحلة روحية لا تنتهي، تزيد وتنقص،
“رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ” (آل عمران: 8).
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول: شكرا دولة التلاوة



