خبراء الضرائب: الطوفان الصيني يهدد صناعة زجاج السيارات في مصر
كتب – المحرر الإقتصادي
تشهد صناعة زجاج السيارات في مصر تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مدعومة بخطط حكومية لتوطين صناعة السيارات وزيادة نسبة المكون المحلي. إلا أن هذه الصناعة الواعدة تواجه تحديات جسيمة بسبب المنافسة غير العادلة مع الواردات الصينية، التي تدخل السوق بأسعار منخفضة، مما يهدد مستقبل الاستثمارات المحلية ويضع اتفاقات التطوير الصناعي أمام اختبار صعب.
منافسة غير عادلة مع الواردات الصينية
أكدت جمعية خبراء الضرائب المصرية أن السوق المحلي يتعرض لـ”طوفان صيني” من الواردات بأسعار تقل بنسبة 20% عن المنتج المحلي، وهو ما يجعل المصانع المصرية عاجزة عن المنافسة السعرية. وأوضحت أن هذه الممارسات تمثل حالة إغراق واضحة، تستدعي تدخلًا حكوميًا عاجلًا لحماية الصناعة الوطنية من الانهيار.
استثمارات ضخمة حتى عام 2030
كشف النائب أشرف عبد الغني، أمين سر اللجنة الاقتصادية في مجلس الشيوخ ومؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن شركات محلية وعالمية تستعد لضخ استثمارات تقترب من 10 مليارات جنيه حتى عام 2030. هذه الاستثمارات تستهدف الصناعات المغذية للسيارات، وعلى رأسها صناعة زجاج السيارات، مع اشتراط ألا تقل نسبة المكون المحلي عن 25%، وتقديم حوافز إضافية للشركات التي تتجاوز إنتاجها 100 ألف سيارة وقود تقليدي أو 10 آلاف سيارة كهربائية بنسبة مكون محلي تزيد عن 35%.
تطور تقني ومعايير دولية
شهدت صناعة زجاج السيارات في مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة إدخال تقنيات متقدمة لمقاومة الصدمات والخدوش وتقليل الوهج وتحسين الرؤية الليلية، بما يتوافق مع معايير السلامة الدولية. ويقترب الإنتاج المحلي من 50 ألف قطعة شهريًا، في حين يتم استيراد ما بين 20 إلى 25 ألف قطعة معظمها من الصين وشرق آسيا، وهو ما يضع ضغطًا كبيرًا على المصانع المحلية.
مطالبات بإصلاحات ضريبية وجمركية
طالب النائب أشرف عبد الغني الحكومة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة المنافسة غير العادلة، ومعالجة التشوهات الجمركية بين الرسوم المفروضة على المنتج النهائي والخامات، بالإضافة إلى تيسير الحصول على الأراضي الصناعية المرفقة وخفض تكاليف الطاقة. وأكد أن انتعاش صناعة زجاج السيارات في مصر يتطلب إعادة النظر في النظام الضريبي ومنح امتيازات للشركات التي تزيد نسبة المكون المحلي في منتجاتها عن 35%، بما يساهم في جعل مصر مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات ومكوناتها في الشرق الأوسط.
