سياحة و سفرفلسطين

إسرائيل تخطط للاستيلاء على موقع أثري رئيسي في الضفة الغربية

كتب – محمد السيد راشد 

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، كشفت وثيقة حكومية إسرائيلية عن مخطط جديد يهدف إلى الاستيلاء على أجزاء من موقع تاريخي بارز في الضفة الغربية، وسط تصاعد التوترات بين المستوطنين والفلسطينيين. هذه الخطوة تأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لوقف عنف المستوطنين في الأراضي الفلسطينية، لكنها بدلاً من ذلك تمضي في توسيع نفوذها على مواقع ذات أهمية أثرية وثقافية.

تفاصيل المخطط

بحسب الوثيقة التي حصلت عليها وكالة أنباء “أسوشييتد برس”، أعلنت الإدارة المدنية الإسرائيلية نيتها مصادرة مساحات شاسعة من منطقة سبسطية، أحد أهم المواقع الأثرية في الضفة الغربية. وتشير الوثيقة إلى أن المساحة المستهدفة تبلغ نحو 1800 دونم (450 فدانًا)، ما يجعلها أكبر عملية استيلاء إسرائيلية على أراضٍ ذات قيمة تاريخية وأثرية حتى الآن.

ردود الفعل والمنظمات الحقوقية

منظمة “السلام الآن”، وهي مجموعة مراقبة مناهضة للاستيطان، وصفت الخطوة بأنها اعتداء مباشر على التراث الفلسطيني، مؤكدة أن الموقع الأثري الشهير، الذي يضم آلاف أشجار الزيتون، يعود ملكيته إلى الفلسطينيين. المنظمة شددت على أن هذه المصادرة تمثل تصعيدًا خطيرًا في سياسة الاستيطان، خاصة مع تزامنها مع احتفالات المستوطنين بإنشاء مستوطنة جديدة غير مصرح بها بالقرب من بيت لحم.

السياق الميداني

التحركات الإسرائيلية الأخيرة لم تقتصر على سبسطية، بل رافقها اعتقال ناشط فلسطيني في الضفة الغربية ونقله إلى المستشفى، في ظل أجواء مشحونة بالتوتر. الأمر العسكري الصادر في 12 نوفمبر الجاري تناول تفاصيل قطع الأراضي التي تعتزم إسرائيل مصادرتها، ما يعكس إصرارًا على المضي قدمًا رغم الانتقادات الدولية.

الأبعاد السياسية والثقافية

الاستيلاء على مواقع أثرية مثل سبسطية لا يحمل فقط أبعادًا سياسية، بل يهدد أيضًا الهوية الثقافية الفلسطينية، إذ يُنظر إلى هذه المواقع باعتبارها جزءًا من التاريخ الإنساني المشترك. الخطوة الإسرائيلية تثير مخاوف من محو معالم أثرية تعود ملكيتها للفلسطينيين، وتحويلها إلى أدوات سياسية ضمن مشروع الاستيطان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى