مصر تحذر من مخاطر استمرار التصرفات الأحادية للسد الإثيوبي

وزارة الري المصرية :الممارسات غير المنضبطةلمشغّل السد الإثيوبي تهدد الأمن المائي الإقليمي
كتب – محمد السيد راشد
في ظل المتابعة الدقيقة لمجرى النيل الأزرق، أصدرت وزارة الموارد المائية والري بيانًا رسميًا يكشف عن استمرار التصرفات الأحادية وغير المنضبطة لمشغّل السد الإثيوبي، والتي تمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنظومة المائية المصرية والسودانية. البيان يعكس حرص الدولة على الشفافية وإطلاع المواطنين على المستجدات، مؤكدًا أن هذه الممارسات غير الشرعية تخالف القوانين الدولية وتفتقر إلى الأسس الفنية والعلمية السليمة لإدارة السدود.
تفاصيل التصرفات المائية الأخيرة
أوضحت الوزارة أن مشغّل السد الإثيوبي قام يوم 10 سبتمبر 2025 بتصريف نحو 485 مليون م³ من المياه، أعقبها زيادات مفاجئة وصلت إلى 780 مليون م³ في 27 سبتمبر، وهو ما أدى إلى انخفاض منسوب بحيرة السد بما يقارب مترًا واحدًا، أي ما يعادل تصريف نحو 2 مليار م³. ثم انخفضت التصريفات مرة أخرى إلى حوالي 380 مليون م³ يوم 30 سبتمبر.
كما أشارت الوزارة إلى أن غلق مفيض الطوارئ يوم 8 أكتوبر أدى إلى خفض التصريفات إلى 139 مليون م³، قبل أن تستقر عند متوسط 160 مليون م³ يوميًا حتى 20 أكتوبر، وهو ما يعكس تشغيل نصف التوربينات فقط. وفي 21 أكتوبر، ارتفعت التصريفات فجأة إلى 300 مليون م³ نتيجة فتح مفيض الطوارئ المخصص للظروف الاستثنائية، واستمرت عند حدود 320 مليون م³ يوميًا لعشرة أيام متتالية. وفي الفترة من 1 إلى 20 نوفمبر، بلغ متوسط المنصرف نحو 180 مليون م³ يوميًا، بزيادة تقارب 80% عن المتوسط التاريخي لنفس الفترة.
المخاطر والانعكاسات
أكد البيان أن هذه التصرفات غير المنضبطة تعكس غياب خطة تشغيل علمية مستقرة، وتؤدي إلى تقلبات غير مأمونة التأثير على مجرى النيل الأزرق، بما يهدد حقوق ومصالح دولتي المصب ويؤثر على تشغيل السدود الواقعة خلف السد الإثيوبي مباشرة. هذه السلوكيات العشوائية تجدد التحذيرات من خطورة الإدارة الأحادية للسد، وما تمثله من تهديد للأمن المائي الإقليمي.
الإجراءات المصرية الاستباقية
أوضحت الوزارة أن لجنة إيراد النهر، التي تضم خبراء في الهيدرولوجيا وتشغيل السدود والنمذجة الرياضية، قررت فتح مفيض توشكى لتصريف جزء من المياه الزائدة، بما يحقق التوازن الهيدروليكي داخل المنظومة المائية المصرية. كما أشارت إلى أن هذه التطورات أدت إلى تأجيل أعمال رفع القدرة التصريفية لقناة ومفيض توشكى، نتيجة توجيه الجهود للتعامل مع الزيادات المفاجئة في كميات المياه الواردة من أعالي النيل.
تطمينات للمواطنين
اختتم البيان بالتأكيد على أن المنظومة المائية المصرية تعمل بكفاءة عالية وتحت سيطرة كاملة، وأن السد العالي سيظل خط الدفاع الرئيسي لمصر في مواجهة أي تقلبات أو تصرفات غير منضبطة، مع التزام الدولة بإدارة الموقف المائي باحترافية لضمان تلبية جميع الاحتياجات المائية وحماية مصالح الشعب المصري.



