إجتماع عربى أمريكى فى واشنطن لبحث أزمة السودان

كتبت – د.هيام الإبس
واشنطن تستضيف اجتماعاً عربياً أمريكياً لبحث الحرب فى السودان بحضور مستشار الرئيس الأمريكى مسعد بولس.
التحرك الدبلوماسى يهدف لوقف إطلاق النار 3 أشهر وبدء المساعدات الإنسانية، بناءً على طلب ولي العهد السعودى محمد بن سلمان.
الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع رحبت بالجهود، وسط صراع مسلح مستمر منذ أبريل 2023 تسبب في أزمة إنسانية كبيرة.
أعلنت مصادر مطلعة، إن العاصمة الأمريكية واشنطن ستستضيف اجتماعاً عربياً أمريكياً، الثلاثاء، بخصوص الحرب في السودان، بحضور كبير مستشاري الرئيس الأمريكى للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس.
وأطلق بولس تحركاً دبلوماسياً مكثفاً مع الأطراف المعنية في السودان بهدف وقف إطلاق النار، وذلك فور إعلان ترمب عن نيّته البدء بالعمل على الملف بناءً على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى واشنطن.
وأوضحت المصادر، أن التحرك الأمريكى يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، يتزامن مع بدء إدخال المساعدات الإنسانية، ويسير بالتوازي مع مفاوضات للتوصّل إلى حل سياسي.
وقال ترمب، خلال منتدى الاستثمار الأمريكى السعودى الذى انعقد في واشنطن: “ذكر (ولي العهد) السودان أمس، وقال: أنت تتحدث عن الكثير من الحروب، لكن هناك مكان على الأرض يُدعى السودان، وما يحدث هناك أمرٌ مروع”.
وأضاف الرئيس الأمريكى: “بدأنا العمل على ذلك بالفعل”، ثم أوضح أن إدارته بدأت دراسة القضية بعد نصف ساعة من شرح ولي العهد السعودى لأهميتها.
وفي وقت لاحق، كتب ترمب على منصة “تروث سوشيال” أن واشنطن ستتعاون مع السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى في الشرق الأوسط لـ”وضع حد للفظائع التي ترتكب في المنطقة ولإرساء الاستقرار في السودان”.
وأضاف: “تُرتكب فظائع في السودان التي صارت أكثر الأماكن عنفاً على وجه الأرض، تحدث هناك أكبر أزمة إنسانية على الإطلاق. هناك حاجة ماسة لتوفير الغذاء والأطباء وكل شيء آخر”.
هدنة إنسانية
بدوره، قال مسعد بولس إن الولايات المتحدة “ملتزمة بحل الصراع في السودان”، مضيفاً عبر منصة “إكس”: “أعلن اليوم، أن الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الصراع المروع في السودان، وتحت قيادة الرئيس ترمب، نعمل مع شركائنا لتسهيل هدنة إنسانية وإنهاء الدعم العسكري الخارجي للأطراف، الذي يغذي العنف”.
ورحبت الحكومة السودانية، وقوات الدعم السريع، وقوى سياسية سودانية أخرى، بجهود ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكى الداعمة لوضع حد للصراع الدائر في البلاد منذ أبريل 2023.
وتوجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالشكر إلى ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكى قبل أن يصدر مجلس السيادة بياناً، أكد فيه الاستعداد لـ”الانخراط الجاد من أجل تحقيق سلام ينتظره الشعب السوداني”.
في المقابل، شدد عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع الباشا محمد طبيق على ضرورة التوصل إلى سلام يذهب إلى “تشخيص جذور الأزمة”.
واعتبر القيادي في تحالف السودان التأسيسي المعروف اختصاراً بـ”تأسيس” إبراهيم الميرغني أن ترمب يرمي بثقله الرئاسي لوقف الحرب، مثمناً مساعي الأمير محمد بن سلمان.
وفي فبراير الماضى، تشكل تحالف “تأسيس” بالعاصمة الكينية نيروبي، ويضم عناصر من قوات الدعم السريع، وحركات مسلحة، وأحزاب سياسية وقوى مدنية.
جرائم مرئية فوراً من الجو
فى السياق، كشف تحليل لمجلة «فورين بوليسي»، أن التطورات الحالية تشير إلى انتقال العدالة من الاعتماد على شهادات الناجين والمعاينات الميدانية البطيئة، إلى واقع تصبح فيه الجرائم مرئية فوراً من الجو ومؤرشفة رقمياً قبل وصول أي محقق إلى الموقع.
وقالت الرئيس التنفيذي لمشروع «الحساب» والزميلة الأقدم في مدرسة ييل جاكسون، جانين دي جيوفاني: «عايشت في التسعينات فشل المجتمع الدولي في منع مجازر البوسنة ورواندا، وصعوبات المحاكم الدولية في جمع الأدلة».
واعتبرت أن السودان يقدم اليوم نموذجاً مختلفاً بفضل أدوات التكنولوجيا الحديثة، ففي سريبرينيتسا ورواندا، اعتمدت الأدلة على مقاطع فيديو نادرة وشهادات فردية وتقارير صحفية. بينما تبدو الأدوات الحالية، مثل صور الأقمار الصناعية وبيانات تحديد الموقع وتحليل المصادر المفتوحة، أسرع وأكثر دقة وقدرة على كشف مسارات الجرائم فور وقوعها.
مقابر جماعية في الفاشر
وبعد حصار طويل للفاشر، تدهورت الظروف الإنسانية وتوالت التقارير عن إعدامات ميدانية وعمليات اغتصاب ودفن ضحايا في مقابر جماعية.
ونشر مختبر ييل للبحوث الإنسانية صوراً تُظهر اضطرابات في التربة بالقرب من مستشفى أطفال سابق تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ووفقاً للتحليل، تشير الصور إلى وجود مقابر جماعية مرتبطة بأعمال قتل واسعة.
ووصف مسؤول أممي زار المنطقة بأنها «مسرح جريمة»، بينما اعتبرت الخارجية الأمريكية ما حدث في دارفور بمثابة «إبادة جماعية».
الجناة يقدمون الأدلة
ورأت المحللة السودانية التي تقود أعمال مشروع «الحساب» في دارفور جيهان هنري،، أن الجناة يسهمون في بناء الأدلة عبر تصوير ونشر عمليات قتل المدنيين. وأضافت أن هذه المواد جرى التحقق منها وربطها جغرافياً بصور
الأقمار الصناعية، بل تم تحديد قادة ميدانيين ظهروا فيها، هذا التداخل بين الشهادات البشرية والتحليل الرقمي يجعل طمس الأدلة أصعب، ويتيح متابعة الجرائم أثناء حدوثها في بعض الحالات.
وتمثّل قضية الفاشر لحظة مفصلية في الحرب السودانية، وباتت الفظائع موثقة بصور عالية الدقة، ومشاهد العنف تُسجّل وتُنشَر من قبل مرتكبيها.
تجمع المنظمات الدولية الأدلة لحظة بلحظة، فيما تصف الأمم المتحدة ما يحدث بالإبادة.
واندلعت الحرب في السودان في عام 2023، وسط صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، قبيل انتقال مُخطط له إلى الحكم المدني، وتسبب الصراع في عمليات قتل على أساس عرقي ودمار واسع النطاق ونزوح جماعي.






