ندوة «تنمية الأسرة المصرية وحقوق أطفالنا».. ضرورة التعاون بين كل المؤسسات لدعم الصحة الأسرية

نائب وزير الصحة تحذر من مخاطر الارتفاع الكبير في معدلات الولادة القيصرية
كتب – محمد عبد الراضي
في إطار الاهتمام المتزايد بتنمية الأسرة المصرية وحماية حقوق الأطفال، شاركت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، في ندوة علمية بعنوان «تنمية الأسرة المصرية.. وحقوق أطفالنا». وقد جاءت الندوة برعاية اللواء د. سعيد النجار، مساعد أول وزير الداخلية للخدمات الطبية، وبحضور نخبة من القيادات الطبية والأمنية وعدد من الأطباء والصيادلة وأخصائيي العلاج الطبيعي، لتؤكد على أهمية التعاون بين المؤسسات في دعم صحة الأسرة المصرية.
المبادرة الرئاسية «الألف يوم الذهبية»
أشادت د. عبلة الألفي بالدعم الذي يقدمه قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية لحملة «الولادة الطبيعية الآمنة وتخفيض القيصريات غير المبررة»، مشيرة إلى المبادرة الرئاسية «الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية» التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبتمبر 2023. وأوضحت أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الصحة منذ مرحلة ما قبل الزواج وحتى تحقيق «طول العمر الصحي»، حيث تتشكل خلال الألف يوم الأولى 85% من القدرات الذهنية والجسدية والنفسية للإنسان.
مخاطر الولادة القيصرية وأهمية الولادة الطبيعية
حذرت نائب وزير الصحة من الارتفاع الكبير في معدلات الولادة القيصرية، واصفة الأمر بـ«الكارثة الصحية»، إذ ارتفعت النسبة من 10% عام 2000 إلى 72% حالياً، لتصل إلى 90% في القطاع الخاص. وأكدت أن الولادة القيصرية تحرم الطفل من البكتيريا المفيدة التي يحصل عليها في القناة الولادية، والتي تقيه من أمراض مثل التوحد والسمنة والحساسية وبعض أنواع السرطان. كما شددت على ضرورة مواجهة هذه الأزمة عبر مسارين رئيسيين:
- السماح بالولادة الطبيعية بعد القيصرية السابقة (VBAC)، مؤكدة أن المقولة الشائعة «مرة قيصرية.. دائمًا قيصرية» غير صحيحة.
- تجنب القيصرية في الولادة الأولى إلا للضرورة الطبية القصوى، لأنها تحدد مسار الولادات اللاحقة.
التحديات الصحية للأسرة المصرية
أوضحت د. الألفي أن الأمراض المزمنة مسؤولة عن 80% من الوفيات وتبدأ مبكراً لدى الشباب، مشيرة إلى أن المباعدة أقل من عامين بين الولادات تضاعف مخاطر التوحد أربع مرات، وترفع معدلات التقزم والسمنة، وتؤثر سلباً على التحصيل الدراسي. كما أكدت أن كل دولار يُنفق في الألف يوم الأولى على الوقاية من سوء التغذية يوفر 30 دولاراً لاحقاً، وأن الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة يعود بـ155 دولاراً لكل دولار يتم إنفاقه.
مواجهة زواج الأطفال وتنظيم الأسرة
دعت نائب وزير الصحة إلى مواجهة ظاهرة زواج الأطفال التي تمثل 15% من الزيجات، وتصل في بعض المحافظات إلى 30%. كما أوصت بوضع وسائل تنظيم الأسرة طويلة المدى فور الولادة، لضمان صحة الأم والطفل وتحقيق التوازن الأسري.
كلمة اللواء د. نبيل فكري
من جانبه، أكد اللواء د. نبيل فكري أن الهدف من هذه الجهود ليس مجرد ضبط عدد الأطفال، بل بناء جيل صحي قادر على دفع عجلة التنمية في مصر. وأشاد بجهود د. عبلة الألفي في تعزيز الولادة الطبيعية وتحسين جودة الرعاية التوليدية، بما يسهم في تقليل مضاعفات القيصريات غير المبررة.



