دراسة ألمانية تتوقع إرتفاع عدد شهداء حرب الإبادة في غزة إلى 100 ألف

كتب – محمد السيد راشد
في تقرير صادم يعيد فتح النقاش حول حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، كشف معهد ماكس بلانك الألماني لأبحاث الديموغرافيا (MPIDR) أن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة قد يتجاوز حاجز الـ100 ألف شخص.
وبحسب المركز الفلسطين للإعلام اعتمدت الدراسة على بيانات رسمية وحقوقية محلية ودولية، تسلط الضوء على حجم الخسائر البشرية المباشرة وغير المباشرة، وتؤكد أن تداعيات الحرب تتجاوز الأرقام لتطال مستقبل الحياة في القطاع بأسره.
حصيلة الضحايا المباشرة
بحسب الدراسة، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ونهاية عام 2024 نحو 78,318 شخصًا نتيجة مباشرة للعمليات العسكرية. هذه الأرقام تتقاطع مع تقرير وزارة الصحة الفلسطينية الذي أشار إلى أن عدد الضحايا الموثقين تجاوز 69,733 شهيدًا، ما يعكس اتساع الفجوة بين التقديرات الرسمية والحقوقية ويثير جدلًا واسعًا حول الحصيلة الحقيقية.
تراجع العمر المتوقع
أحد أبرز نتائج الدراسة هو الانخفاض الحاد في متوسط العمر المتوقع لسكان غزة، حيث تراجع بنسبة 44% في عام 2023 وبنسبة 47% في عام 2024 مقارنة بما كان عليه قبل الحرب. هذا التراجع يعادل خسارة تتراوح بين 34.4 و36.4 سنة من حياة الفرد، وهو مؤشر خطير على الأثر الديموغرافي طويل المدى للنزاع.
أنماط الوفيات ومؤشرات الإبادة
خلص التقرير إلى أن الفئات العمرية والجندرية للضحايا في غزة خلال الفترة المذكورة تتشابه مع الأنماط المسجلة في عمليات إبادة جماعية وثقتها الأمم المتحدة سابقًا. ورغم ذلك، شدد الباحثون على أن توصيف الحرب قانونيًا كإبادة جماعية يحتاج إلى معايير إضافية لم تكن هدف الدراسة، ما يترك الباب مفتوحًا أمام نقاش قانوني وسياسي واسع.
تحذيرات أممية من كارثة إنسانية
تزامن صدور التقرير مع تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة، التي أكدت أن الحرب دمّرت غزة بالكامل ودفعتها إلى “هاوية من صنع الإنسان”. وأوضحت الباحثة المشاركة في الدراسة، آنا سي. غوميز أوغارتي، أن الأرقام قد تمثل الحد الأدنى من الخسائر، إذ إنها تحصي فقط الوفيات المباشرة، بينما تبقى الآثار غير المباشرة مثل الجوع، انهيار النظام الصحي، وانتشار الأوبئة أكبر وأطول مدى ولم تُحتسب بعد.



