تقارير وتحقيقات

الإغلاق ليس حلاً: مستقبل الصحافة الورقية بين التحديات والحلول

إعداد هيئة التحرير في جريدة وضوح 

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتغير فيه أنماط القراءة، يظن البعض أن إغلاق الصحف والمجلات أو تحويلها إلى مجرد ملاحق هو الحل الأمثل لمواجهة الأزمات المالية والتحديات التقنية. لكن الحقيقة أن هذا القرار لا يعني سوى انطفاء منارة كانت تنير العقول، وترك فراغ يملؤه الظلام ويزحف إلى فضاء المعرفة. الصحافة ليست مجرد أوراق مطبوعة، بل هي ذاكرة الشعوب وصوت المجتمع، وإغلاقها خسارة لا تعوض.

الإغلاق ليس الحل

الكاتب الصحفي الكبير صالح إبراهيم

تحت هذا العنوان نشر الكاتب الصحفي الكبثر صالح إبراهيم نائب أول رئيس تحرير جريدة الجمهورية في صفحتة على الفيسبوك يقول :”إغلاق جريدة أو مجلة لا يعالج المشكلة، بل يزيدها تعقيداً. الحل يكمن في التفكير العملي بتوفير الإمكانيات والخامات اللازمة للإصدار بأقل التكاليف، مع الاستفادة من الطاقات البشرية المتاحة. الكوادر موجودة، الشباب متحمس، والإبداع يتكاثر يوماً بعد يوم. الإرادة والعزيمة هما الركيزة الحقيقية للوصول إلى حلول مبتكرة، وهذا ما يجب أن تضعه لجان التطوير نصب أعينها”.

نحو حلول عملية

وفي تواصل مع موقع وجريدة (وضوح الإخباري ) عبر المسنجر ،أضاف الكاتب الكبير صالح : إن التفكير في تطوير الصحافة الورقية لا يعني العودة إلى الوراء، بل يعني البحث عن طرق مبتكرة لتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة. يمكن دمج التكنولوجيا الحديثة في عملية الطباعة والتوزيع، مع تعزيز المحتوى الإبداعي الذي يجذب القراء ويعيد الثقة في الصحافة.

واختتم صالح حديثه قائلا : الشباب المتحمس والكوادر المؤهلة يمثلون طاقة متجددة قادرة على دفع عجلة التطوير، إذا ما توفرت لهم الإمكانيات والدعم اللازم.

أهمية الصحافة الورقية

مدبولي عتمان

 ومن جانبه يقول الكاتب الصحفي مدبولي عتمان نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية أنه رغم انتشار الإعلام الرقمي وسيطرته على المشهد، تبقى الصحافة الورقية ذات قيمة لا يمكن تجاهلها. فهي تحمل طابعاً توثيقياً يرسخ الأحداث في ذاكرة التاريخ، وتمنح القارئ تجربة مختلفة عن التصفح السريع عبر الشاشات.

الصحف الورقية تعكس هوية المجتمعات وتمنح المصداقية والعمق، كما أنها تظل مرجعاً أساسياً للباحثين والمهتمين بالشأن العام. الحفاظ عليها ليس مجرد دفاع عن الماضي، بل هو استثمار في المستقبل الثقافي والمعرفي.

وأوضح عتمان أن الحل الحقيقي يكمن في الاستثمار في الموارد البشرية والإبداع، وتوفير الأدوات التي تجعل الصحافة الورقية قادرة على المنافسة والبقاء. الصحافة هي نبض المجتمع، وإطفاء منارتها يعني خسارة جزء من الوعي الجمعي. لذلك، يجب أن يكون شعار المرحلة: التطوير لا الإغلاق.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى