مصر تنفي التنسيق مع إسرائيل بشأن إعادة فتح معبر رفح

كتب – هاني حسبو
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع غزة، يظل معبر رفح الحدث الأبرز على الساحة الإقليمية والدولية. وبينما أعلنت إسرائيل نيتها إعادة فتح المعبر خلال الأيام المقبلة، نفت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر وجود أي تنسيق مع الجانب الإسرائيلي بهذا الشأن، ما يعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني المرتبط بالمعبر الحيوي الذي يمثل شريان الحياة لسكان غزة.
الموقف المصري
أكدت قناة القاهرة الإخبارية أن الهيئة العامة للاستعلامات أوضحت اليوم الأربعاء أن مصر لم تدخل في أي ترتيبات مع إسرائيل لإعادة فتح معبر رفح. هذا النفي يأتي في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط الدولية لإيجاد حلول إنسانية عاجلة لسكان القطاع الذين يعانون من تداعيات الحرب المستمرة منذ عامين.
الإعلان الإسرائيلي وإشراف الاتحاد الأوروبي
من جانبها، أعلنت إسرائيل أنها ستعيد فتح المعبر خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن العملية ستتم تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي، وبآلية مشابهة لتلك التي طبقت في يناير 2025. ويأتي هذا الإعلان في إطار خطة أمريكية سابقة تضمنت 20 نقطة، أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي ساهمت في تهدئة حرب الابادة الاسرائيلية
آلاف الفلسطينيين بانتظار العلاج
يُعد معبر رفح المنفذ الوحيد أمام سكان غزة للوصول إلى العالم الخارجي، كما أنه البوابة الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 16,500 مريض في القطاع بحاجة ماسة إلى العلاج خارج غزة. قصص إنسانية عديدة تعكس حجم الأزمة، مثل حالة رجل الأعمال تامر البرعي الذي ينتظر منذ شهور فرصة السفر لتلقي العلاج من مرض في الجهاز التنفسي.
رهائن وعقبات أمام وقف إطلاق النار
رغم إعلان إسرائيل استعدادها لفتح المعبر، فإنها تربط ذلك بالتزام حركة حماس ببنود الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بإعادة جميع الرهائن. وقد سلمت حماس بالفعل 20 رهينة أحياء مقابل إطلاق سراح نحو ألفي معتقل فلسطيني، إلا أن ملف الرهائن المتوفين لا يزال عالقاً، حيث تبحث حركة الجهاد الإسلامي بالتعاون مع الصليب الأحمر عن جثث بعضهم. هذه القضية تمثل إحدى العقبات أمام المرحلة المقبلة من وقف إطلاق النار، إلى جانب ملفات أكثر تعقيداً مثل نزع سلاح حماس، انسحاب إسرائيل من غزة، وترتيبات الحكم والأمن في القطاع.
معبر رفح رمز الأمل لسكان غزة
يبقى معبر رفح رمزاً للأمل لسكان غزة، لكنه في الوقت ذاته ساحة للصراع السياسي والأمني بين الأطراف المختلفة. وبين النفي المصري والإعلان الإسرائيلي، يظل مستقبل المعبر معلقاً على التفاهمات الدولية والإقليمية، وعلى قدرة الأطراف المتنازعة على تجاوز العقبات التي تعرقل مسار السلام.



