احدث الاخبارفلسطين

إسرائيل تواصل “حرب التجويع ” في غزة رغم وقف إطلاق النار

تحقيق استقصائي يكشف سيطرة الإحتلال على 53% من الأراضي الخصبة وتدمير 86% من الزراعة

 

كتب – محمد السيد راشد 

كشف تحقيق استقصائي أن إسرائيل تواصل سياسة “التجويع الصامت” ضد سكان قطاع غزة رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي. وأظهر التحقيق، الذي أجرته قناة الجزيرة واعتمد على تحليل صور أقمار صناعية ومقارنة خرائط خصوبة التربة، أن سياسة التجويع لم تتوقف، بل تحولت إلى نمط جديد يقوم على السيطرة المباشرة على الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجًا في القطاع.

سيطرة على 53% من الأراضي الخصبة

أوضحت المقارنات بين “الخط الأصفر” — خط الانسحاب الإسرائيلي المفترض — وخرائط الخصوبة المنشورة في دراسات علمية، أن إسرائيل تسيطر فعليًا على أكثر من 53% من مساحة القطاع، وهي مناطق تُعد الأعلى إنتاجية زراعية، خصوصًا في شمال غزة وشرقها وخان يونس. وتشكل الخضراوات وحدها 53% من إجمالي الأراضي الزراعية في غزة.

منع الوصول وتدمير ممنهج

بحسب التحقيق، لا تكتفي القوات الإسرائيلية بالسيطرة على الأراضي الخصبة، بل تمنع الفلسطينيين من الوصول إليها، بينما دمرت مساحات واسعة من المناطق الزراعية المتبقية داخل المناطق الفلسطينية.

وتشير بيانات أممية محدثة حتى يوليو 2025 إلى أن 86% من الأراضي الزراعية تعرضت للتدمير خلال 21 شهرًا، ولم يتبق سوى 6.6 كيلومترات مربعة قابلة للزراعة، معظمها في مناطق منخفضة الخصوبة.

انهيار الغطاء النباتي وتدمير الدفيئات

أظهر تحليل مؤشر الغطاء النباتي تراجعًا حادًا في المساحات الخضراء بين عامي 2023 و2025، ما يعكس انهيارًا واسعًا في بنية الإنتاج الزراعي. كما بيّنت البيانات أن الاحتلال دمّر 80% من الدفيئات الزراعية، بينما تقع أكثر من نصف الدفيئات المتبقية داخل مناطق محظورة على الفلسطينيين.

خلاصة التحقيق

خلص التحقيق إلى أن حرب التجويع لم تتوقف رغم وقف إطلاق النار، بل اتخذت شكلًا جديدًا يقوم على تجريد السكان من مصادر غذائهم الأساسية عبر السيطرة على الأراضي الخصبة وتدمير ما تبقى منها، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد الأمن الغذائي لملايين السكان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى