اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. صرخة إنسانية تتجدد 29 نوفمبر كل عام

بقلم أيقونة الإتزان /السفير د. أحمد سمير
في 29 من نوفمبر من كل عام، يقف العالم على موعد مع ذكرى استثنائية، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اليوم الذي أعلنته الأمم المتحدة ليكون محطةً لتذكير الضمير الإنساني بقضية لم تفقد عدالتها رغم مرور العقود، بل ازدادت رسوخًا كلما حاول المحتل طمس معالمها أو إنكار وجودها.
صرخة أخلاقية في وجه الظلم
هذا اليوم ليس مجرد فعالية رمزية أو مناسبة بروتوكولية تملأ جداول الدبلوماسيين بخطابات جاهزة، بل هو صرخة أخلاقية في وجه الظلم الممتد منذ أكثر من سبعين عامًا.
في هذا اليوم، يُرفع الستار عن مأساة شعب ما زال يعيش تحت الاحتلال، وما زال يطالب بأبسط حقوقه: الحق في الحياة، والحرية، والعودة، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
قضية عالمية لا تخص الفلسطينيين وحدهم
القضية الفلسطينية ليست شأنًا محليًا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي مرآة كبرى لعدالة العالم وصدقه مع مبادئه فحين يظل أكثر من ستة ملايين لاجئ يعيشون في المنافي، وحين يُحاصر أكثر من مليوني إنسان في غزة في أكبر سجن مفتوح على وجه الأرض، وحين يُمنع الأطفال من التعليم والأسر من الأمان والمرضى من العلاج، فإن السؤال يطرح نفسه: هل بقي للعالم ما يكفي من إنسانية كي يقف إلى جانبهم بصدق، لا بكلمات فقط؟
دعوة للعمل لا للاحتفال
اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو مناسبة للتذكير بالتاريخ، لكنه أيضًا دعوة للعمل. التضامن لا يعني فقط إقامة مؤتمرات أو إصدار بيانات، بل يعني:
- دعم حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية بلا تردد.
- محاربة التزييف الإعلامي الذي يحاول تصوير الضحية جلادًا.
- مساندة الجهود الإنسانية والطبية والإغاثية التي تحفظ حياة المدنيين.
- الدفاع عن حق الأجيال القادمة في أن تعيش على أرضها دون خوف.
اختبار للضمير العالمي
وما يجعل هذا اليوم مهمًا هو أنه يضع الجميع أمام اختبار: الحكومات، الشعوب، الإعلام، وحتى الأفراد فالتضامن ليس ترفًا سياسيًا، بل التزام إنساني وأخلاقي.
لقد علمتنا فلسطين أن التضامن ليس مجرد موقف، بل هو انتماء إلى قضية عادلة فكل حجر يُقذف في شوارع القدس، وكل كلمة حرة تُكتب، وكل لحن يُغنّى من أجلها، هو صورة أخرى من صور التضامن.
فلسطين ليست وحدها
وختاما إن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو مناسبة لنقول للعالم إن فلسطين ليست وحدها، وإن صمود شعبها لم يكن ليبقى حيًا لولا أن هناك ضمائر تؤمن أن الحرية لا تُجزأ، وأن العدالة لا تسقط بالتقادم.
وفي الختام، يبقى السؤال الذي يطرق قلوبنا كل عام: إلى متى سيبقى العالم يكتفي بالاحتفال بالتضامن في يوم واحد، بينما الشعب الفلسطيني يحتاجه كل يوم؟
فالتضامن الحقيقي لا يُختصر في تاريخ على التقويم، بل يتجسد في فعلٍ مستمر حتى تتحقق العدالة، وحتى تعود فلسطين حرّة كما تستحق.
السفير د. أحمد سمير
عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة
السفير الأممي للشراكة المجتمعية
رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية






