عالم التوحد أسرار … وعجائب …وحقائق

بقلم الدكتور / ايمن منصور
نتكلم اليوم معا عن اضطراب لطالما وقف العالم أجمعه أمامه عاجزا محتارا ،
هذا الغامض المجهول الذي يأخذ منا اطفالنا يبتلعهم وبكل أسف لا يعودون مرة أخرى كسابق عهدهم
هذا الغامض المجهول وهو ما أطلق عليه لاحقا اضطراب طيف التوحد ،
في هذا العالم سوف نتعرف علي كثير من الظواهر والأمور والأسرار و العجائب التي يتعرض لها اطفالنا ممن ابتلاهم الله عز وجل بهذا الاضطراب ،
وستعرف ايها القارئ العزيز مدى الآلام التي تتحملها الأم المسكينة والعقبات الصعبة التي تحاول أن تجتازها لتنجوا بطفلها المسكين ،
وأيضا لتحميه مما يعاني منه ومن أناس ومجتمعات عدوة ما تجهله
ولأن المجتمعات العربية وبكل أسف لا تعرف عن هذا الغامض المجهول إلا النادر اليسير
فهم يكونون عقبة شديدة أمام هذا الطفل وهذه الأم المسكينة
فبدلا من أن يكونوا لها عونا كانوا وبكل أسف لجهلهم بهذا الاضطراب الما وقهرا لأم تحارب العالم والمجهول لكي تنجوا بطفلها وتستعيده .
وان شاء الله تعالي سوف نتناول في هذه السلسلة المتتالية من المقالات كثير من الأمور والأسرار والحقائق بما يفيد المجتمعات للتفهم لهذا الاضطراب ولتكن أكثر عونا للأم وللطفل بدلا من أن تكون معول هدم لهما ،
وايضا ستساعد هذه السلسلة كل ام لديها طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد في معرفة كل ما يلزم لتكون أكثر عونا لطفلها في مواجهة هذا الغامض المجهول .
وأحب في بداية الأمر أؤكد علي أن اضطراب طيف التوحد اضطرابا لا يستحيل التعامل معه وأنه ليس نهاية الكون لو أن ابنك صنف باضطراب طيف التوحد .
كل ما في الأمر أنه طفل يجب المبادرة في التعامل معه بطريقة خاصة واستكشافه جيدا ولسوف تفاجئ أنه قد تكتشف فيه ما ليس في سواه من الأطفال الآخرين من مهارات وقدرات ،
حتي لو ظل كل حياته متعايشا مع هذا الإضطراب ولكننا إذا ما بادرنا بالتدخل لتقييمه وتشخيصه جيدا في أماكن ومع أشخاص معتمدة تعلم كيفية التعامل والتأهيل والتدريب الملائم لهذا الطفل البرئ
وليس تجارا كل همهم هو الاكتساب والمال فقط لا غير
ولقد كنت أنا شخصيا وزوجتي ضحية من ضحايا مثل هؤلاء التجار فقد تاجروا بنا وبأبنتي روضة الحبيبة الملاك الطاهر حيث أنها كانت تعاني من اضطراب في النطق والكلام لسبب طبي ومن أجلها دخلت وتخصصت ودرست وتدربت علي يد زملاء أفاضل منذ أكثر من 14 عاما حتي صرت بعدها مدرسا في نفس المجال فدرست في مجال اضطرابات النطق والكلام بشكل عام .
كل هذا كان من اجل روضة وكل روضة قد تكون مع ولي أمر هو أيضا لا يعلم من اين يبدأ واين يذهب ومن يؤتمن ومن لا يؤتمن ،
ولذلك ولله الحمد والمنة عقدت النية منذ دخولي للمجال بناءا علي نصيحة دكتور احمد نبيل البحراوي رحمه الله صديق الطفولة والشباب ،
فدخلت المجال برعايته وتوجيهه وانعقدت نيتي أن أكون سببا في توعية أولياء الأمور بقدر الاستطاعة من هؤلاء التجار في المجال وان أساهم في رفع الوعي وان اساعد في تخريج جيل من الأخصائيين ذوي الكفاءة والضمير
ومن هنا ابدا .
اقول إن اضطراب طيف التوحد لطالما حير العالم واربكه وحتي الان وبكل اسف لم يظهر سبب مباشر معتمد من الجهات المختصة للتعويل عليه وليس لنا إلا أن تتكاتف جميع التخصصات التي من الممكن أن تساعد في تأهيل هذا الطفل وتدريبه لكي يكون شخصا فاعلا في المجتمع يستطيع الاعتماد علي نفسه قدر المستطاع ليواجه الحياة في زمان قل فيه التراحم وكثر فيه التنمر وبكل أسف ،
وهذا الطفل العاجز المسكين قد يكون كل جيشه بالحياة هو ام محاربة واب وأخوة محبين له وأسرة صغيرة في مجتمع كبير
واعتذر لكم أن اوصف الأمر هكذا ولكنه واقع ملموس لكل من عنده طفل من زوي القدرات الخاصة بصفة عامة وطفل اضطراب طيف التوحد بصفة خاصة .
وايضا يلمس ويؤكد هذا الواقع الصعب كل زميل مخلص يعمل جاهدا لمساعدة هذه الفئة والوقوف مع أولياء أمورهم كتفا بكتف وهؤلاء الزملاء كثر ولله الحمد حاليا .
ولسوف نبدا كما وعدنا من خلال هذه الجريدة المحترمة بأن نتبني حملة توعية من خلال نشر مقالات متتالية نركز فيها علي كل ما يساعد في رفع الوعي للمجتمعات ويساعد الأم في التعامل مع طفلها بشكل واع ومفيد .
وبالقطع يصعب علينا حصر كل ما يلزم نشره هنا علي الجريدة فقد لا يتسع المجال ولكننا سنكتفي بالأهم والأكثر احتياجا للأم وللمجتمع لمعرفته مع الإحالة للتوسع في أماكنه
ومن خلال الجروب الخاص او المحاضرات المسموعة علي يوتيوب بأسم :
( عالم التوحد أسرار وعجائب وحقائق ) فهناك يمكن التوسع .
وكما يقال ما لا يدرك كله لا يترك جله ،
وإلي لقاء قريب باذن الله تعالي واول السلسلة علي في حملة نشر الوعي للمجتمعات العربية عن هذا الغامض المجهول ، اضطراب طيف التوحد فعالم التوحد :
( أسرار وعجائب وحقائق) .
دكتور – ايمن منصور
اخصائي تخاطب وتعديل سلوك.
بمركز قدرات لتأهيل اطفال زوي الاحتياجات الخاصة الايوائي –
طرابلس / ليبيا




