الجامعة العربية: استباحة دماء المدنيين في السودان ترقى لجرائم حرب

كتبت – د. هيام الإبس
في مشهد مأساوي جديد يضاف إلى سجل الصراع السوداني، أدانت جامعة الدول العربية الجرائم والانتهاكات التي استهدفت المدنيين في مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان، مؤكدة أن ما جرى يمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
تفاصيل الهجوم الدامي
شهدت المدينة خلال الأيام الماضية قصفًا استهدف مرافق مدنية عقب سقوطها بيد قوات الدعم السريع، ما أسفر عن سقوط نحو 80 مدنيًا في البداية، قبل أن تعلن السلطات السودانية لاحقًا ارتفاع العدد إلى 114 قتيلًا، بينهم أكثر من 60 طفلًا، إضافة إلى عشرات الجرحى. ووصف رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس الحادثة بأنها جريمة حرب مكتملة الأركان، مشيرًا إلى أن استهداف روضة أطفال ومستشفى يعكس طبيعة “العمل البربري المتوحش” الذي يهدد وحدة السودان وسلامته الإقليمية.
موقف الجامعة العربية والمجتمع الدولي
شددت الجامعة العربية على رفضها المطلق لاستباحة دماء المدنيين، محذرة من أن استمرار هذا النمط من العنف يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى وتفكك الدولة. وطالبت بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة لمحاسبة المسؤولين ومنع إفلات الجناة من العقاب، مؤكدة استمرار انخراطها مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتنسيق الجهود الرامية إلى وقف العنف وإطلاق مسار سياسي يعيد الاستقرار إلى السودان.
دعوات للمحاسبة والعدالة
الحكومة السودانية اعتبرت القصف “مذبحة متكاملة”، فيما ناشد رئيس الوزراء المنظمات الدولية والحقوقية لإدانة الحادثة غير المسبوقة، والتعامل مع قوات الدعم السريع باعتبارها تنظيمًا إرهابيًا يستهدف المدنيين. وأكد إدريس أن الحكومة ستقدم الدعم الكامل للضحايا والمتضررين، مشددًا على أن العدالة والمحاسبة هما المدخل الأساسي لوقف دوامة الانتهاكات.
مسؤولية المجتمع الدولي
الهجوم على مدينة كلوقي يعكس خطورة الوضع الإنساني في السودان، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية مضاعفة لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين. وبينما تتواصل الدعوات لتحقيق العدالة، يبقى السؤال الأهم: هل تنجح الجهود الإقليمية والدولية في كسر دائرة العنف وإعادة السودان إلى مسار الاستقرار المدني؟



