الدعم السريع ينفذ هجوماً على أهم حقول النفط فى السودان
انسحاب الشركات الصينية من قطاع النفط السوداني بسبب تدهور الأوضاع الأمنية

كتبت – د.هيام الإبس
الدعم السريع يسيطر على أهم منطقة نفطية فى السودان
أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الإثنين، سيطرتها على منطقة هجليج النفطية وكامل إقليم غرب كردفان، الذى يشكل مركز عصب الاقتصاد السوداني.
وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على المنطقة بعد التصدي لهجوم من الجيش، مشيرة إلى “هروب أعداد كبيرة من ضباط وجنود اللواء 90 التابع للجيش إلى خارج حدود البلاد”.
واعتبر بيان صادر عن قوات الدعم السريع أن “السيطرة على منطقة هجليج تشكل نقطة محورية، بما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية ظلت تشكل موردا مهما لتمويل الحرب وتوسيع نطاقها وإطالة أمدها”.
وتعهدت قوات الدعم السريع بـ”تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة لضمان مصالح دولة جنوب السودان، التي تعتمد بشكل كبير على موارد النفط الذي يتدفق عبر الأراضي السودانية للأسواق العالمية”.
وأكد البيان “توفير الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية، بما يوفر البيئة الملائمة لهم لأداء أعمالهم”.
وجددت قوات الدعم السريع “التزامها بالهدنة الإنسانية المعلنة من جانبها، مع احتفاظها بحق الدفاع عن النفس”.
ويضم إقليم غرب كردفان أكبر حقول النفط في السودان، كما يعتبر أكبر معقل للثروة الحيوانية والصمغ العربي في البلاد.
وتنتج منطقة هجليج في الظروف الطبيعية نحو 600 ألف برميل نفط يومياً، وتشكل مصدراً رئيسياً لإيرادات السودان.
كما تكمن أهمية الإقليم في أنه يشكل معبراً حدودياً مهماً يربط السودان بعدد من دول الجوار، من بينها تشاد وليبيا وجنوب السودان.
وتقع منطقة غرب كردفان عند التقاء خط سكك حديدية يربط 3 مدن رئيسية، هي كوستي في ولاية النيل الأبيض ونيالا مقر حكومة تحالف “تأسيس” التي تم تشكيلها مؤخراً، إضافة إلى مدينة واو في دولة جنوب السودان.
وبعد إكمال قوات الدعم السريع السيطرة على إقليم دارفور في 26 أكتوبر الماضي، تركزت المعارك في إقليم كردفان، مما أسفر عن سيطرتها على بابنوسة ومناطق واسعة من الإقليم الذي يشكل، إلى جانب دارفور، قرابة نصف مساحة البلاد، ويعيش به نحو 30 بالمئة من سكانه، ويملك 35 بالمئة من موارده الاقتصادية.
من جهة أخرى، أفاد مصدر حكومي سوداني رفيع أن الشركات الصينية قررت الانسحاب من الشراكة مع الحكومة السودانية في قطاع النفط نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في حقول الإنتاج بسبب اعتداءات قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن الشركات الصينية أبلغتهم بأنها ستعود للعمل في حال استعادة الاستقرار في مناطق إنتاج النفط.
وأوضح المصدر أن هذا الانسحاب كان متوقعاً، خاصة وأن اتفاق الشراكة سينتهي في عام 2027، مضيفاً أن الشركات الصينية تكبدت خسائر مالية كبيرة خلال فترة الحرب في السودان.
يذكر أن الشركات الصينية العاملة في قطاع النفط في السودان قد أبلغت الحكومة السودانية مؤخراً برغبتها في إنهاء الشراكة بين الطرفين.
ويُعد حقل هجليج من أهم حقول النفط في السودان، وقد شهد خلال السنوات الماضية عدة مواجهات مسلحة بسبب موقعه الحيوي وقربه من حدود ولايات تشهد توترات متكررة.
يأتي ذلك وسط تقارير تتحدث عن أن شركة البترول الوطنية الصينية طلبت بموجب خطاب رسمي عقد اجتماع مع الحكومة السودانية خلال الشهر الحالي لبحث الإنهاء المبكر لأنشطة “اتفاقية تقاسم الإنتاج” و”اتفاقية خط أنابيب النفط الخام” في حقل “بليلة” بسبب ما أطلقت عليه “القوة القاهرة”.
وكانت وزارة الطاقة والتعدين السودانية و”شركة البترول الوطنية الصينية” وقعتا في 26 سبتمبر عام 1995، اتفاقًا لتقاسم إنتاج النفط منح الأخيرة حق استكشاف وتطوير وإنتاج وبيع النفط الخام المنتج من منطقة امتياز مربع “6” الواقع في منطقة “بليلة” بولاية “غرب كردفان”.
ويدار الحقل بواسطة “شركة بترو إنيرجي”، وهي شركة مساهمة بين “البترول الوطنية” وشركة “سودابت” الذراع الفني والتجاري لوزارة الطاقة والنفط السودانية .






